للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهم يقولون: إن الله لا يضحك.

والنبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال عن ربه: «لله أشد فرحا بتوبة أحدكم من أحدكم بضالته إذا وجدها» رواه مسلم.

وهم يقولون: إن الله لا يفرح.

والنبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال عن ربه: «عجب الله من قوم يدخلون الجنة في السلاسل» رواه البخارى.

وهم يقولون: إن الله لا يعجب.

إلى غير ذلك من الصفات التي أثبتها الله - تعالى - لنفسه في كتابه، أو على لسان رسوله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهم ينكرون أن تكون لله - تعالى - على الحقيقة، ويقولون: هي مجاز عن معانٍ عينوها بعقولهم، وزعموا أنها المرادة بكلام الله - تعالى - وكلام رسوله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإذا كانت هذه النصوص مجازًا بإقرارهم، فإن أبرز علامات المجاز صحة نفيه فيكون نفيها سائغًا على زعمهم مع أن الله أثبتها لنفسه والله المستعان.

حادي عشر: في ص ... عدد ... دعا فضيلتكم إلى الكف عن مهاجمة أتباع المذاهب والأشاعرة، والإخوان، حتى الصوفيين أصحاب الطرق المعروفة وعللتم ذلك بأن الجميع يريدون وجه الله ويجمعهم شيء واحد وهو حب الإسلام، وخدمة الدين، ومنهم من يخطئ في الأسلوب، أو في الطريق ثم دعوتم إلى أن نوجههم بالحسنى إلى الجادة.

ولا ريب أن التوجيه بالحسنى مطلوب، وأن للدعوة إلى سبيل الله - تعالى - أربع مراتب ذكرها الله - تعالى - في آيتين أولاهما: قوله - تعالى -: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}

<<  <  ج: ص:  >  >>