للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثاني: الإشراك مع الله بقوله: والله، وحياتك، فضمها إلى الله بالواو المقتضية للتسوية فيها نوع من الشرك، والقسم بغير الله إن اعتقد الحالف أن المقسم به بمنزلة الله في العظمة، فهو شرك أكبر، وإلا فهو شرك أصغر.

وقوله: " وحياتي " فيه حلف بغير الله، فهو شرك.

وقوله: " لولا كليبة هذا لأتانا اللصوص "، كليبة تصغير كلب، والكلب ينتفع به للصيد وحراسة الماشية والحرث.

وقوله: " لولا كليبة هذا " يكون فيه شرك إذا نظر إلى السبب دون المسبب، وهو الله عز وجل، أما الاعتماد على السبب الشرعي أو الحسي المعلوم، فقد تقدم أنه لا بأس به، وأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «لولا أنا، لكان في الدرك السفل من النار» ، لكن قد يقع في قلب الإنسان إذا قال: لولا كذا لحصل كذا أو ما كان كذا وكذا، قد يقع في قلبه شيء من الشرك بالاعتماد على السبب بدون نظر إلى المسبب، وهو الله عز وجل.

وقوله: " لولا البط في الدار لأتى اللصوص ". البط طائر معروف، وإذا دخل اللص البيت وفيه بط، فإنه يصرخ، فينتبه أهل البيت ثم يجتنبه اللصوص.

وقوله: " وقول الرجل لصاحبه: ما شاء الله وشئت " فيه شرك؛ لأنه شرك غير الله مع الله بالواو، فإن اعتقد أنه يساوي الله عز وجل في التدبير والمشيئة، فهو شرك أكبر، وإن لم يعتقد ذلك، واعتقد أن الله سبحانه وتعالى فوق كل شيء، فهو شرك أصغر، وكذلك قوله: " لولا الله وفلان ".

وقوله: " هذا كله به شرك ". المشار إليه ما سبق، وهو شرك أكبر أو أصغر

<<  <  ج: ص:  >  >>