للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الآيات الشرعية، كالاستهزاء بالقرآن، بل يقال: هذا أساطير الأولين- والعياذ بالله - أو يستهزأ بشيء من الشرائع، كالصلاة والزكاة والصوم والحج.

والآيات الكونية، كأن يسخر بما قدره الله تعالى، كيف يأتي هذا في هذا الوقت؟ كيف يخرج هذا الثمر من هذا الشيء؟ كيف يخلق هذا الذي يضر الناس ويقتلهم؟ استهزاء وسخرية.

قوله: {وَرَسُولِهِ} . المراد هنا محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

قوله: {لَا تَعْتَذِرُوا} . المراد بالنهي التيئيس، أي: انههم عن الاعتذار تيئيسا لهم بقبول اعتذارهم.

قوله: {قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} أي: بالاستهزاء وهم لم يكونوا منافقين خالصين بل مؤمنين، ولكن إيمانهم ضعيف، ولهذا لم يمنعهم من الاستهزاء بالله وآياته ورسوله.

قوله: {إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ} .

{نَعْفُ} : ضمير الجمع للتعظيم، أي: الله عز وجل.

قوله: {عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ} قال بعض أهل العلم: هؤلاء حضروا وصار عندهم كراهية لهذا الشيء، لكنهم داهنوا فصاروا في حكمهم لجلوسهم إليه، لكنهم أخف لما في قلوبهم من الكراهة، ولهذا عفا الله عنهم وهداهم إلى الإيمان وتابوا.

قوله: {نُعَذِّبْ طَائِفَةً} . هذا جواب الشرط، أي: لا يمكن أن نعفو عن الجميع، بل إن عفونا عن طائفة، فلا بد أن نعذب الآخرين.

قوله: {بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ} . الباء للسببية، أي: بسبب كونهم مجرمين بالاستهزاء وعندهم جرم والعياذ بالله، فلا يمكن أن يوفقوا للتوبة حتى يعفى عنهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>