للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويستفاد من الآيتين:

١ - بيان علم الله عز وجل بما سيكون، لقوله: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ} ، وهذا مستقبل، فالله عالم ما كان وما سيكون، قال تعالى: {وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ} [هود: ١٢٣] .

٢ - أن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحكم بما أنزل الله إليه حيث أمره أن يقول: {أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ} .

٣ - أن الاستهزاء بالله وآياته ورسوله من أعظم الكفر، بدليل الاستفهام والتوبيخ.

٤ - أن الاستهزاء بالله وآياته ورسوله أعظم استهزاء وقبحا، لقوله: {أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ} ، وتقديم المتعلق يدل على الحصر كأنه ما بقي إلا أن تستهزئوا بهؤلاء الذين ليسوا محلا للاستهزاء، بل أحق الحق هؤلاء الثلاثة.

٥ - أن المستهزئ بالله يكفر؛ لقوله: {لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} .

٦ - استعمال الغلظة في محلها، وإلا فالأصل أن من جاء يعتذر يرحم، لكنه ليس أهلا للرحمة.

٧ - قبول توبة المستهزئ بالله؛ لقوله: {إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ} ، وهذا أمر قد وقع، فإن من هؤلاء من عفي عنه وهدي للإسلام تاب وتاب الله عليه، وهذا دليل للقول الراجح أن المستهزئ بالله تقبل توبته، لكن لا بد من دليل بين على صدق توبته؛ لأنه كفره من أشد الكفر أو هو أشد الكفر، فليس مثل كفر الإعراض أو الجحد.

<<  <  ج: ص:  >  >>