- واستكبار على الخلق باحتقارهم واستذلالهم، كما قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «الكبر بطر الحق وغمط الناس» .
فالفقير داعي الاستكبار عنده ضعيف، فيكون استكباره دليلا على ضعف إيمانه وخبث طويته، ولذلك كانت عقوبته أشد.
قوله:«ورجل جعل الله بضاعته، لا يشتري إلا بيمينه، ولا يبيع إلا بيمينه» . أي: جعل الحلف بالله بضاعة له، وإنما ساغ التأويل هنا؛ لأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو الذي فسره بذلك، حيث قال:«لا يشتري إلا بيمينه» ... ) ، وإذا كان المتكلم هو الذي أخرج كلامه عن ظاهره، فهو أعلم بمراده، وهذا كما في الحديث القدسي:«عبدي استطعمتك فلم تطعمني، استسقيتك فلم تسقني» فبينه الله - عز وجل - بقوله:«عبدي فلان جاع فلم تطعمه، استسقاك فلم تسقه» .
فقوله:«لا يشتري إلا بيمينه، ولا يبيع إلا بيمينه» استئنافية تفسيرية، لقوله:«جعل الله بضاعته» ، ومعناها: أنه كلما اشترى حلف، وكلما باع حلف طلبا للكسب، واستحق هذه العقوبة؛ لأنه إن كان صادقا، فكثرة أيمانه تشعر باستخفافه واستهانته باليمين ومخالفته قوله تعالى:{وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ}