قوله:(ورسوله) . أي: المرسل من عنده إلى جميع الناس؛ كما قال تعالى:{قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا}[الأعراف:١٥٨] .
ورسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قمة الطبقات الصالحة، قال تعالى:{وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}[النساء: ٦٩] ، والنبيون فيهم الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بل هو أفضلهم، ومن عبارة المؤلف رحمه الله في الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:(عبد لا يعبد، ورسول لا يكذب) .
وقد تطرف في الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طائفتان:
- طائفة غلت فيه حتى عبدته، وأعدته للسراء والضراء، وصارت تعبده وتدعوه من دون الله.
- وطائفة كذبته، وزعمت أنه كذاب، ساحر، شاعر، مجنون، كاهن، ونحو ذلك.
وفي قوله:(عبد الله ورسوله) رد على الطائفتين.
قوله:«ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي» . (ما) نافية و (إن) وما دخلت عليه في تأويل مصدر مفعول أحب، أي: ما أحب رفعتكم إياي فوق منزلتي، لا في الألفاظ، ولا في الألقاب، ولا في الأحوال.
قوله:(التي أنزلني الله) . يستفاد منه أن الله تعالى هو الذي يجعل الفضل في عباده، وينزلهم منازلهم.
مناسبة الباب لكتاب التوحيد: أن التوحيد يجب أن يحمى من كل وجه حتى في الألفاظ، ليكون خالصا من كل شائبة.