للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٨٠٥ - حدَّثنا أحمدُ بنُ يونس، حدَّثنا أبو شهابٍ، عن الحذَّاءِ عن عبدِ الرحمن بن أبي بكرة

عن أبيهِ: أن رجلاً أثنى على رجلٍ عند النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال له: "قطعتَ عُنُقَ صَاحبِكَ" ثلاثَ مراتٍ، ثم قال: "إذا مدَحَ أحدُكُم صاحبَهُ لا محالةَ فليقُل: إني أحسِبُه، كما يُرِيد أن يقولَ، ولا أُزكِّيه على اللهِ عز وجل" (١).


= عليه فتنة من إعجاب ونحوه إذا سمع المدح، وأما من لا يخاف عليه ذلك، لكمال تقواه ورسوخ عقله ومعرفته، فلا نهي في مدحه في وجهه إذا لم يكن فيه مجازفة، بل إن كان يحصل بذلك مصلحة كنَشطِه للخير، والازدياد منه، أو الدوام عليه أو الاقتداء به كان مستحباً، والله أعلم.
(١) إسناده صحيح. أبو شهاب: هو عبد ربه بن نافع، والحذاء: هو خالد بن مهران، ووالد عبد الرحمن: هو نفيع بن الحارث.
وأخرجه البخاري (٢٦٦٢) و (٦٠٦١) و (٦١٦٢)، ومسلم (٣٠٠٠)، وابن ماجه (٣٧٤٤)، والنسائي في "الكبرى" (٩٩٩٧) من طرق عن شعبة، عن خالد الحذاء، بهذا الإسناد. ولم يذكر النسائي في روايته أبا بكرة والد عبد الرحمن، وهي في رواية محمَّد بن جعفر -وهو الراوي نفسه في حديث النسائي- عند أحمد (٢٠٤٢٢)، ومسلم (٣٥٠٠)، وفات الحافظ المزي أن يذكر رواية النسائي في "التحفة" (١١٦٧٨)، وكذا لم يذكره في قسم المراسيل منها, ولم يتعقبه الحافظ ابن حجر في أي من الموضعين على ذلك.
وهو في "مسند أحمد" (٢٠٤٢٢)، و" "صحيح ابن حبان" (٥٧٦٦).
وقوله: "قطعت عنق صاحبك"، قال السندي، أي: أهلكته، حيث إنه يؤدي إلى الاغترار بذلك والعجب به، وفيه هلاك لدينه. وقال النووي في "شرح مسلم" ١٨/ ١٢٧: وقد يكون من جهة الدنيا لما يشتبه عليه من حاله بالاعجاب.
وقوله: "أحسبه"، أي: أظنه.
"ولا أزكيه على الله"، قال النووي: أي: لا أقطع على عاقبة أحد ولا ضميره، لأن ذلك مغيَّب عنا, ولكن أحسِب وأظن لوجود الظاهر المقتضي لذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>