للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٩٠٧ - حدَّثنا هارونُ بنُ زيد بن أبي الزَّرقاء، حدَّثنا أبي، حدَّثنا هشامُ بن سعْدِ، عن أبي حازمِ وزيدِ بن أسلمَ، أن أمِّ الدرداءِ قالت:

سمعتُ أبا الدرداء قال: سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم -يقول: "لا يكونُ اللعَّانُونَ شُفَعاءَ، ولا شُهَداءَ" (١).


=وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (٣٢٠) عن مسلم، والترمذي (٢٥٩١) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، كلاهما عن هشام، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد" (٢٠١٧٥).
وله شاهد مرسل بلفظه عند عبد الرزاق (١٩٥٣١)، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (٣٥٥٧) من حديث حميد بن هلال مرفوعاً إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-. ورجاله ثقات.
ويشهد له ما قبله، وقد ذكرنا فيه شواهد أخرى فانظرها هناك.
قال علي القاري في "مرقاة المفاتيح" ٤/ ٦٣٦: قوله: "لا تلاعنوا بلعنة الله" أي: لا يلعن بعضكم بعضاً فلا يقل أحد لمسلم معيّن: عليك لعنة الله، مثلاً.
"ولا بغضب الله" بأن يقول: غضب الله عليك. ولا "بالنار" بأن يقول: أدخلك الله النارَ، أو النار مثواك.
وقال الطِّيبي: أي: لا تَدعوا على الناس لما يُبعدهم الله من رحمته، إمَّا صريحاً كما تقولون: لعنة الله عليه، أو كناية كما تقولون: عليه غضب الله، أو أدخله الله النارَ، فقوله: "لا تلاعنوا" من باب عموم المجاز، لأنه في بعض أفراده حقيقة، وفي بعضه مجاز، وهذا مختصٌّ بمعيَّن؛ لأنه يجوز اللعن بالوصف الأعم كقوله: لعنة الله على الكافرين، أو بالأخصِّ كقوله: لعنة الله على كافر معيَّن مات على الكفر كفرعون وأبي جهل.
(١) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل هشام بن سعد ففيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح وإن كان من رجال مسلم وقد توبع. وباقي رجاله ثقات. أبو حازم: هو سلمة بن دينار.
وأخرجه مسلم (٢٥٩٨) (٨٦) من طريق معاوية بن هشام، عن هشام بن سعد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (٣١٦) من طريق محمَّد بن جعفر، ومسلم (٢٥٩٨) (٨٥) من طريق حفص بن ميسرة، ومسلم (٢٥٩٨) من طريق معمر، ثلاثتهم عن زيد بن أسلم وحده، به، وعند مسلم قصة في أوله. =

<<  <  ج: ص:  >  >>