للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٠١ - حدَّثنا أبو الوليد الطيالسيُّ، حدَّثنا شعبة، أخبرني أبو الحسن -قال أبو داود: أبو الحسن: هو مُهاجِر- قال: سمعتُ زيدَ بن وهب يقول:

سمعتُ أبا ذَرٍّ يقول: كنا مَعَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فأرادَ المُؤذنُ أن يُؤَذِّنَ الظهر، فقال: "أبرِدْ"، ثمَّ أرادَ أن يُؤَذَّنَ فقال: "أَبرِدْ" مرَّتَينِ أو ثلاثاً، حتَّى رَأينا فَيءَ التُّلولِ، ثمَّ قال: "إنَّ شِدَّةَ الحَرِّ مِن فَيحِ جهنَّمَ، فإذا اشتد الحرُ فأبرِدوا بالصَّلاة" (١).

٤٠٢ - حدَّثنا يزيدُ بن خالد بن مَوهَب الهَمداني وقتيبةُ بن سعيد الثقفي، أنَّ الليثَ حدَثهم، عن ابن شِهاب، عن سعيد بن المُسيْب وأبي سلمة


= متأخرة عن الوقت المعهود قبله، فيكون الظل عند ذلك خمسة أقدام، وأما الظل في الشتاء فإنهم يذكرون أنه في تشرين الأول خمسة أقدام أو خمسة وشيء، وفي كانون سبعة أقدام أو سبعة وشيء، فقول ابن مسعود منزل على هذا التقدير في ذلك الإقليم دون سائر الأقاليم والبلدان التي هي خارجة عن الإقليم الثاني، والله أعلم.
(١) إسناده صحيح. أبو الوليد الطيالسي: هو هشام بن عبد الملك وأخرجه البخاري (٥٣٥)، ومسلم (٦١٦)، والترمذي (١٥٨) من طريق شعبة، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد" (٢١٣٧٦)، و"صحيح ابن حبان" (١٥٠٩).
قوله: "فيء التلول" الفيء: هو ما بعد الزوال من الظل، والتلول: جمع تل، وهو كل ما اجتمع على الأرض من تراب أو رمل أو نحو ذلك، وهي في الغالب منبطحة غير شاخصة، فلا يظهر لها ظل إلا إذا ذهب أكثر وقت الظهر. قاله صاحب "عون المعبود".
من فيح جهنم، أي: من سعة انتشارها وتنفسها، ومنه: مكان أفيح، أي: متسع، وهذا كناية عن شدة استعارها.
وقوله: فأبردوا عن الصلاة، أي: أخروا الصلاة عن وقتها المعتاد إلى أن تنكسر شدة الحر، والمراد بالصلاة صلاة الظهر، لأنها الصلاة التي يشتد حرها في أول وقتها.
قال الخطابي: ومعنى الكلام يحتمل وجهين، أحدهما: أن شدة الحر في الصيف من وهج حر جهنم في الحقيقة. والوجه الآخر أن هذا الكلام خرج مخرج التشبيه والتقريب، أي: كأنه نار جهنم في الحر، فاحذروها، واجتنبوا ضررها.

<<  <  ج: ص:  >  >>