وآخر من حديث جندب بن عبد الله البجلي عند مسلم (١٨٥٠)، والنسائي في "الكبرى" (٣٥٦٧). ولفظه: (من قتل تحت راية عُمية يدعو عصبية، أو ينصر عصبية، فقتلة جاهلية". عمية بكسر العين وضمها والميم مكسورة مشددة والياء أيضاً مشددة. قال الأمام أحمد: هو الأمر الأعمى الذي لا يتبين وجهه، وقال إسحاق بن راهويه: هذا في تهارج القوم، وفتل بعضهم بعضاً، وكأنه من التعمية والتلبيس. وقال صاحب "بذل المجهود" ٢٠/ ٦١ في تفسير "ليس منا من دعا إلى عصبية": أي: جمعهم إليها ليعينوه على الباطل والظلم، "وليس منا من مات على عصبية": والمراد بالموت عليها بأن تكون مضمرة في قلبه، ومرغوبة عنده وإن لم يصرع أحداً ولم يقاتل فيه أحداً. (١) مقالة أبي داود هذه أثبتناها من (أ) وهامش (هـ)، وأشار في (أ) إلى أنها في رواية أبي الحسن ابن العبد. ونقلها عنه أيضاً المزي في "تهذيب الكمال" ١٥/ ٦٦. (٢) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، لجهالة أبي كنانة -وهو القرشي- أبو أسامة: هو حماد بن أسامة القرشي، وعوف: هو ابن أبي جميلة. =