للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا} . وقد فسرها ابن عباس وقتادة بعين الله - تعالى - حقيقة نقله ابن جرير عنهما ص ٣٠٩ ج ١٥ تحقيق محمود محمد شاكر. والمعنى: تجري مرئية بأعيننا. واصنع الفلك مرئيًّا بأعيننا وحسب وحينا، وهذا معنى صحيح موافق لظاهر الكلام غير مستحيل على الله - تعالى - فإنه قد جاء في الكتاب والسنة وإجماع السلف ثبوت العين لله - تعالى - حقيقة على الوجه اللائق به من غير تكييف ولا تمثيل.

وأما تفسيرها بمرأى منا فهو صحيح أيضًا لأنه تفسير باللازم، فإنها إذا كانت تجري بعين الله - تعالى - لزم أن يراها، والتفسير باللازم غير خارج عن دلالة ظاهر اللفظ كما سبق من أن دلالة اللفظ على معناه من وجوه ثلاثة فلا يكون تأويلا، ولا صرفًا له عن ظاهره.

وقال: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} قال ابن كثير ص ٤٢٢ ج ٥ ط أولى المنار: " قال أبو عمران الجوني: تربى بعين الله وقال قتادة: تغذى على عيني". ا. هـ. وهذا تفسير للعين بحقيقة معناها، والمعنى: ولتربى على مرأى مني بعيني، وهو معنى صحيح موافق لظاهر الكلام غير مستحيل على الله - تعالى - كما سبق.

وأما تفسيرها بمرأى مني فنقول فيه كما قلنا في الآية السابقة.

المثال الثامن: ذكر فضيلتكم حديث الحجر الأسود يمين الله في أرضه وذكرت في ص ... من عدد ... أنه حديث صحيح وأنه يتعين تأويله.

وهذا الحديث لا يصح عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال ابن الجوزي في العلل المتناهية ص ٨٥ ج ٢ نشر إدارة العلوم الأثرية: " هذا

<<  <  ج: ص:  >  >>