للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولهما عن ابن مسعود مرفوعا: «ليس منا من ضرب الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية» .

ــ

الرابعة: الشكر، وهو أعلى المراتب، وذلك أن يشكر الله على ما أصابه من مصيبة، وذلك يكون في عباد الله الشاكرين حين يرى أن هناك مصائب أعظم منها، وأن مصائب الدنيا أهون من مصائب الدين، وأن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة، وأن هذه المصيبة سبب لتكفير سيئاته، وربما لزيادة حسناته شكر الله على ذلك، قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «ما يصيب المؤمن من هم، ولا غم، ولا شيء إلا كفر له بها، حتى الشوكة يشاكها» .

كما أنه قد يزداد إيمان المرء بذلك.

قوله في حديث ابن مسعود: " مرفوعا ". أي: إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.

قوله: «من ضرب الخدود» . العموم يراد به الخصوص؛ أي: من أجل المصيبة.

قوله: «ومن شق الجيوب» . هو طوق القميص الذي يدخل منه الرأس، وذلك عند المصيبة؛ تسخطا، وعدم تحمل لما وقع عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>