فمن أصيب بمصيبة، فحدثته نفسه أن مصائبه أعظم من معائبه؛ فإنه يدل على ربه بعمله، ويمن عليه به، فليحذر هذا.
ومن ذلك يتضح لنا أمران:
١ - أن إصابة الإنسان بالمصائب تعتبر تكفيرا لسيئاته، وتعجيلا للعقوبة في الدنيا، وهذا خير من تأخيرها له في الآخرة.
٢ - قد تكون المصائب أكبر من المعائب؛ ليصل المرء بصبره أعلى درجات الصابرين، والصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد.
قوله: " وقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «إن عظم الجزاء مع عظم البلاء» . هذا الحديث رواه الترمذي، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فصحابيُّه صحابي الحديث الذي قبله.
قوله:«إن عظم الجزاء مع عظم البلاء» . أي: يتقابل عظم الجزاء مع عظم البلاء، فكلما كان البلاء أشد، وصبر الإنسان صار الجزاء أعظم؛ لأن الله عدل لا يجزي
(١) الترمذي: كتاب الزهد/ باب ما جاء في الصبر على البلاء، وابن ماجة: كتاب الفتن/ باب الصبر على البلاء.