للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المبحث الأول: لله - عز وجل - مشيئة، وله إرادة ومحبة

قال الله تعالى: {وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} . وقال تعالى: {اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} .

أولا: هل المشيئة والإرادة شيء واحد؟ أم يفترقان؟ الجواب: بل يفترقان.

ثانيا: هل الإرادة والمحبة شيء واحد، يعني أن الله إذا أحب شيئا أراده، وإذا أراد شيئا فقد أحبه؟ أو يفترقان؟ الجواب: بل يفترقان.

فعندنا ثلاثة أشياء: المشيئة، والمحبة، والإرادة، وهذه الثلاثة ليست بمعنى واحد، بل تختلف.

المشيئة: تتعلق بالأمور الكونية سواء كانت محبوبة لله أو مكروهة له، أي إن الله تعالى قد يشاء الشيء وهو لا يحبه، وقد يشاء الشيء وهو يحبه.

فالمعاصي كائنة بمشيئة الله، وهو لا يحبها، والفساد في الأرض كائن بمشيئة الله، والله لا يحب الفساد، والكفر كائن بمشيئة الله، والله لا يحب الكفر.

فالمشيئة إذا تتعلق بالأمور الكونية فيشاء الله كونا ما لا يحبه وما يحبه.

المحبة: تتعلق بالأمور الشرعية، فلا تكون إلا فيما يبيحه الله، فالمعاصي غير محبوبة لله، وأما الطاعات فهي محبوبة له سبحانه، سواءً حصلت أم لم تحصل.

الإرادة: ولها جانبان: جانب تكون فيه بمعنى المشيئة، وجانب تكون

<<  <  ج: ص:  >  >>