للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإما أن يكون المقضي كونا غير ملائم للإنسان، ولا موافق لطبيعته مثل المرض، الفقر، الجهل، فقدان الأولاد، أو ما أشبه ذلك، فهذا اختلف العلماء فيه:

فمنهم من قال: يجب الرضا.

ومنهم من قال يستحب الرضا.

والصحيح: أن الرضا به مستحب.

وأحوال الإنسان عند هذا النوع من القضاء وهو القضاء الذي لا يلائم الطبع ويكون مكروها للإنسان أحواله عنده أربع: السخط، والصبر، والرضا، والشكر.

أولا: السخط: وهو محرم كما لو أصيب رجل بمصيبة وهي تلف المال، فأخذ يتسخط من قضاء الله وقدره وصار يخمش وجهه، ويشق ثوبه، ويجد في نفسه كراهة لتدبير الله - عز وجل -، فهذا محرم، ولهذا لعن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، النائحة والمستمعة وقال: «ليس منا من ضرب الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية» .

هل هذا الفعل مع كونه محرما، ومن كبائر الذنوب هل يبرد من حرارة المصيبة؟ أبدا لا يبرد من حرارة المصيبة، بل يزيدها، ويبدأ الإنسان يتسخط ويتحسر ولا يستفيد شيئا؛ لأن هذا القضاء الذي قضاه الله - عز وجل -، لا بد أن يقع مهما كان، يعني لا تقدر أنك لو لم تفعل كذا لم يكن كذا فهذا تقدير وهمي من الشيطان، فهذا المقدر لا بد أن يكون، ولهذا قال النبي، عليه الصلاة والسلام: «ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك» . فلا بد أن يقع كما أراد الله - عز وجل -، وقال النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

<<  <  ج: ص:  >  >>