للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السياق أبدًا، اللهم إلا أن يكون بليد الفكر، أو معرضًا عن التدبر، أو ذا هوى أعماه.

ولا يفهم أحد من مثل هذا السياق - إذا تدبره وكان ذا فكر سليم - إلا أن المراد به تسديد الله - تعالى - للعبد إدراكًا وعملا، بحيث يكون إدراكه بسمعه وبصره بالله ولله وفي الله وكذلك عمله بجوارحه فيتم له بذلك كمال الاستعانة، والإخلاص، والمتابعة وهذا غاية التوفيق. وهذا ما فسره به السلف وهو تفسير مطابق للفظ متعين بالسياق، وليس فيه تأويل ولا صرف للكلام عن ظاهره ولله الحمد والمنة.

المثال العاشر: ذكر فضيلتكم الحديث القدسي بلفظ: «ولئن أتاني يمشي أتيته هرولة» .

والحديث رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: يقول الله تعالى: " «أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني» وتمام الحديث: «وإن تقرب إلي شبرًا تقربت إليه ذراعًا، وإن تقرب إلي ذراعًا تقربت إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة» . ورواه مسلم من حديث أبي ذر بنحوه دون أوله.

وهذا الحديث كغيره من النصوص الدالة على قيام الأفعال الاختيارية بالله - تعالى -، وأنه - سبحانه - فعال لما يريد، كما ثبت ذلك في الكتاب والسنة مثل قوله - تعالى -: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} . وقوله: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ}

<<  <  ج: ص:  >  >>