(٢) [المؤمنون: ١٠١ - ١٠٣](٣) قَالَ الْقَاضِي أَبُو بَكْر بْن الْعَرَبِيّ: الْقَوْل الْفَصْل فِي هَذَا أَنَّ الْإِحْبَاط إحْبَاطَانِ: أَحَدهمَا إِبْطَال الشَّيْء لِلشَّيْءِ , وَإِذْهَابه جُمْلَة , كَإِحْبَاطِ الْإِيمَان لِلْكُفْرِ , وَالْكُفْر لِلْإِيمَانِ، وَذَلِكَ فِي الْجِهَتَيْنِ إِذْهَاب حَقِيقِيّ.ثَانِيهمَا: إِحْبَاط الْمُوَازَنَة إِذَا جُعِلَتْ الْحَسَنَات فِي كِفَّة , وَالسَّيِّئَات فِي كِفَّة، فَمَنْ رَجَحَتْ حَسَنَاته نَجَا، وَمَنْ رَجَحَتْ سَيِّئَاته وُقِفَ فِي الْمَشِيئَة , إِمَّا أَنْ يُغْفَر لَهُ وَإِمَّا أَنْ يُعَذَّب. فَالتَّوْقِيف إِبْطَالٌ مَا؛ لِأَنَّ تَوْقِيف الْمَنْفَعَة فِي وَقْت الْحَاجَة إِلَيْهَا إِبْطَالٌ لَهَا، وَالتَّعْذِيب إِبْطَالٌ أَشَدُّ مِنْهُ , إِلَى حِين الْخُرُوج مِنْ النَّار، فَفِي كُلّ مِنْهُمَا إِبْطَال نِسْبِيّ , أُطْلِقَ عَلَيْهِ اِسْم الْإِحْبَاط مَجَازًا، وَلَيْسَ هُوَ إِحْبَاط حَقِيقَة لِأَنَّهُ إِذَا أُخْرِجَ مِنْ النَّار وَأُدْخِلَ الْجَنَّة , عَادَ إِلَيْهِ ثَوَاب عَمَله، وَهَذَا بِخِلَافِ قَوْل الْإحْبَاطِيَّة الَّذِينَ سَوَّوْا بَيْن الْإحْبَاطَيْنِ , وَحَكَمُوا عَلَى الْعَاصِي بِحُكْمِ الْكَافِر، وَهُمْ مُعْظَم الْقَدَرِيَّة. وَالله الْمُوَفِّق. (فتح - ج١ص١٦٣)(٤) [القارعة: ٦ - ١١]
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute