وَفِي ذَلِكَ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ يَنْبَغِي تَجَنُّبُ الْأَلْفَاظِ الْمُحْتَمِلَةِ لِلسَّبِّ وَالنَّقْصِ، وَإِنْ لَمْ يَقْصِدِ الْمُتَكَلِّمُ بِهَا ذَلِكَ الْمَعْنَى الْمُفِيدَ لِلشَّتْمِ، سَدًّا لِلذَّرِيعَةِ , وَدَفْعًا لِلْوَسِيلَةِ، وَقَطْعًا لِمَادَّةِ الْمَفْسَدَةِ , وَالتَّطَرُّقِ إِلَيْهِ. ثُمَّ أَمَرَهُمُ اللهُ بِأَنْ يُخَاطِبُوا النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - بِمَا لَا يَحْتَمِلُ النَّقْصَ , وَلَا يَصْلُحُ لِلتَّعْرِيضِ فَقَالَ: {وَقُولُوا انْظُرْنَا} أَيْ: أَقْبِلْ عَلَيْنَا , وَانْظُرْ إِلَيْنَا. فتح القدير للشوكاني (١/ ١٤٥) (٢) [البقرة: ١٠٤] (٣) (هق) ٥٦٠٣ , (خد) ٧٨٣ , (ن) ١٠٨٢٥ , (حم) ١٨٣٩ , انظر الصَّحِيحَة: ١٣٩ ثم قال الألباني: وفي هذه الأحاديث دليل أن قول الرجل لغيره: " ما شاءُ اللهُ وشِئتَ " يُعتَبر شِركا في نظر الشارع، وهو من شِرك الألفاظ , لأنه يُوهم أن مشيئةَ العبد في درجة مشيئة الرب سبحانه وتعالى، وسببه: القَرْنُ بين المشيئتين , ومثل ذلك قول بعض العامة , وأشباههم ممن يدَّعي العلم: ما لي غير الله وأنت , وتوكلنا على الله وعليك , ومثله قول بعض المحاضرين: باسم الله والوطن , أو: باسم الله والشعب , ونحو ذلك من الألفاظ الشركية التي يجب الانتهاء عنها: والتوبة منها , أدَبًا مع الله تبارك وتعالى. أ. هـ