للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

السُّكْنَى لِمُعْتَدَّة وَفَاة

(ت س د جة حم) , مَالِكٌ , عَنْ سَعْدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، عَنْ عَمَّتِهِ زَيْنَبَ بِنْتِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ - وَكَانَتْ تَحْتَ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - أَنَّ أُخْتَهُ الْفُرَيْعَةَ بِنْتَ مَالِكٍ - رضي الله عنها - قَالَتْ: (خَرَجَ زَوْجِي فِي طَلَبِ) (١) (أَعْبُدٍ (٢) لَهُ أَبَقُوا (٣) حَتَّى إِذَا كَانَ بِطَرَفِ الْقَدُومِ (٤) لَحِقَهُمْ فَقَتَلُوهُ، قَالَتْ:) (٥) (فَجَاءَ نَعْيُ زَوْجِي وَأَنَا فِي دَارٍ مِنْ دُورِ الْأَنْصَارِ، شَاسِعَةٍ عَنْ دَارِ أَهْلِي، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ جَاءَ نَعْيُ زَوْجِي وَأَنَا فِي دَارٍ شَاسِعَةٍ عَنْ دَارِ أَهْلِي وَدَارِ إِخْوَتِي , وَ) (٦) (إِنَّ زَوْجِي لَمْ يَتْرُكْ لِي مَسْكَنًا يَمْلِكُهُ , وَلَا نَفَقَةً) (٧) (وَلَمْ أَرِثْ مِنْهُ مَالًا) (٨) (فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَأذَنَ لِي فَأَلْحَقَ بِدَارِ أَهْلِي وَدَارِ إِخْوَتِي) (٩) (فِي بَنِي خُدْرَةَ) (١٠) (فَإِنَّهُ أَحَبُّ إِلَيَّ، وَأَجْمَعُ لِي فِي بَعْضِ أَمْرِي، قَالَ: " فَافْعَلِي إِنْ شِئْتِ "، قَالَتْ: فَخَرَجْتُ) (١١) (مَسْرُورَةً بِذَلِكَ) (١٢) (حَتَّى إِذَا كُنْتُ فِي الْحُجْرَةِ (١٣) أَوْ فِي الْمَسْجِدِ , " نَادَانِي رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَوْ أَمَرَ بِي فَنُودِيتُ لَهُ , فَقَالَ: كَيْفَ قُلْتِ؟ "، قَالَتْ: فَرَدَدْتُ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ (١٤) الَّتِي ذَكَرْتُ لَهُ مِنْ شَأنِ زَوْجِي) (١٥) (فَقَالَ: " امْكُثِي فِي مَسْكَنِ زَوْجِكِ الَّذِي جَاءَكِ فِيهِ نَعْيُهُ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ (١٦)) (١٧) وفي رواية: (اعْتَدِّي حَيْثُ بَلَغَكِ الْخَبَرُ ") (١٨) (قَالَتْ: فَاعْتَدَدْتُ فِيهِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا , قَالَتْ: فَلَمَّا كَانَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ - رضي الله عنه - (١٩) أَرْسَلَ إِلَيَّ فَسَأَلَنِي عَنْ ذَلِكَ , فَأَخْبَرْتُهُ، فَاتَّبَعَهُ وَقَضَى بِهِ (٢٠)) (٢١).

الشرح (٢٢)


(١) (جة) ٢٠٣١ , (س) ٣٥٣٠
(٢) جَمْع عَبْد. عون المعبود - (ج ٥ / ص ١٦٩)
(٣) أَيْ: هَرَبُوا. عون المعبود - (ج ٥ / ص ١٦٩)
(٤) مَوْضِعٌ عَلَى سِتَّةِ أَمْيَالِ مِنْ الْمَدِينَة. عون المعبود - (ج ٥ / ص ١٦٩)
(٥) (ت) ١٢٠٤ , (د) ٢٣٠٠ , (س) ٣٥٣٠ , (جة) ٢٠٣١ , (حم) ٢٧١٣٢
(٦) (جة) ٢٠٣١ , (س) ٣٥٢٨ , (حم) ٢٧١٣٢
(٧) (ت) ١٢٠٤ , (د) ٢٣٠٠ , (حم) ٢٧١٣٢
(٨) (حم) ٢٧٤٠٣
(٩) (جة) ٢٠٣١ , (د) ٢٣٠٠ , (حم) ٢٧١٣٢
(١٠) (ت) ١٢٠٤ , (د) ٢٣٠٠ , (حب) ٤٢٩٢
(١١) (جة) ٢٠٣١ , (د) ٢٣٠٠ , (حم) ٢٧١٣٢
(١٢) (حم) ٢٧٤٠٣ , (جة) ٢٠٣١
(١٣) أَيْ: الْحُجْرَة الشَّرِيفَة. عون المعبود - (ج ٥ / ص ١٦٩)
(١٤) أَيْ: أَعَدْت عَلَيْهِ مَا قُلْته سَابِقًا. عون المعبود - (ج ٥ / ص ١٦٩)
(١٥) (ت) ١٢٠٤ , (د) ٢٣٠٠ , (س) ٣٥٣٢ , (حم) ٢٧٤٠٣
(١٦) أَيْ: حَتَّى تَنْقَضِي الْعِدَّةُ , وَسُمِّيَتْ الْعِدَّة كِتَابًا؛ لِأَنَّهَا فَرِيضَةٌ مِنْ الله تَعَالَى, قَالَ تَعَالَى {كُتِبَ عَلَيْكُمْ} أَيْ: فُرِضَ، وَهُوَ اِقْتِبَاس مِنْ قَوْله تَعَالَى {وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَة النِّكَاح حَتَّى يَبْلُغ الْكِتَاب أَجَله}.عون المعبود (ج ٥ / ص ١٦٩)
(١٧) (حم) ٢٧٤٠٣ , (جة) ٢٠٣١ , (حب) ٤٢٩٣ , (ت) ١٢٠٤ , (س) ٣٥٣٢ , (د) ٢٣٠٠
(١٨) (س) ٣٥٢٩
(١٩) أَيْ: خِلَافَةُ عُثْمَان بْن عَفَّانَ. عون المعبود - (ج ٥ / ص ١٦٩)
(٢٠) أَيْ: اِتَّبَعَ عُثْمَانُ مَا أَخْبَرَتْهُ بِهِ , وَحَكَمَ بِهِ.
(٢١) (د) ٢٣٠٠ , (ت) ١٢٠٤ , (حم) ٢٧١٣٢ , (حب) ٤٢٩٢
(٢٢) قَالَ الْعَلَّامَة الْقَاضِي الشَّوْكَانِيُّ فِي النَّيْل: قَدْ اسْتُدِلَّ بِحَدِيثِ فُرَيْعَةَ عَلَى أَنَّ الْمُتَوَفَّى عَنْهَا تَعْتَدُّ فِي الْمَنْزِلِ الَّذِي بَلَغَهَا نَعْيُ زَوْجهَا وَهِيَ فِيهِ، وَلَا تَخْرُجُ مِنْهُ إِلَى غَيْره , وَقَدْ ذَهَبَ إِلَى ذَلِكَ جَمَاعَة مِنْ الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ بَعْدَهُمْ.
وَقَدْ أَخْرَجَ ذَلِكَ عَبْد الرَّزَّاق عَنْ عُمَر , وَعُثْمَان , وَابْن عُمَر.
وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا سَعِيد بْن مَنْصُور عَنْ أَكْثَر أَصْحَاب اِبْن مَسْعُود , وَالْقَاسِم بْنُ مُحَمَّد , وَسَالِم بْن عَبْد الله , وَسَعِيد بْن الْمُسَيِّب , وَعَطَاء.
وَأَخْرَجَهُ حَمَّاد عَنْ اِبْن سِيرِينَ.
وَإِلَيْهِ ذَهَبَ مَالِك , وَأَبُو حَنِيفَة , وَالشَّافِعِيّ , وَأَصْحَابهمْ , وَالْأَوْزَاعِيُّ , وَإِسْحَاق وَأَبُو عُبَيْد.
قَالَ: وَحَدِيث فُرَيْعَةَ لَمْ يَأتِ مَنْ خَالَفَهُ بِمَا يَنْتَهِضُ لِمُعَارَضَتِهِ , فَالتَّمَسُّك بِهِ مُتَعَيَّن. عون المعبود (ج٥ / ص ١٦٩)