(٢) سورة: البقرة آية رقم: ٣٧ (٣) (ك) ٤٠٠٢، وقال الألباني في كتاب التوسل ص١١٥: قال الحاكم: (صحيح الإسناد) , ووافقه الذهبي , وهو كما قالا , وقول ابن عباسٍ هذا في حكم المرفوع من وجهين: الأول: أنه أمر غيبي , لَا يقال من مجرد الرأي. الثاني: أنه ورد في تفسير الْآية , وما كان كذلك فهو في حكم المرفوع , كما تقرر في محله , ولا سيما إذا كان من قول إمام المفسرين عبد الله بن عباس - رضي الله عنه - الذي دعا له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله: (اللهم فقهه في الدين , وعلمه التأويل). وقد قيل في تفسير هذه الكلمات: إنها ما في الْآية الأخرى: {قالا ربنا ظلمنا أنفسنا , وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين}. وبهذا جزم السيد رشيد رضا في (تفسيره) , لكن أشار ابن كثير إلى تضعيفه , ولا منافاة عندي بين القولين , بل أحدهما يُتمِّم الآخر , فحديث ابن عباس لم يتعرض لبيان ما قاله آدم - عليه السلام - بعد أن تلقى من ربه تلك الكلمات , وهذا القول يبيِّن ذلك , فلا منافاة والحمد للهِ , وثبت مخالفة حديث: (لَمَّا اقترف آدم الخطيئة قال: يا رب أسألك بحقِّ محمدٍ لَمَا غفرتَ لي , فقال: يا آدم وكيف عرفتَ محمدًا ولم أَخلُقْه؟ , قال يا رب لما خلقتني بيدك , ونفختَ فِيَّ من روحك , رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوبا: لَا إله إِلَّا الله محمد رسول الله , فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إِلَّا أحب الخلق إليك , فقال: غفرتُ لك , ولولا محمد ما خلقتُك) , فثبتَ مخالفة الحديث للقرآن فكان باطلا. أ. هـ كلام الألباني قلت: وقد ذكر الألباني في التوسل سبب بطلان حديث (لما اقترف آدم الخطيئة) من الناحية الحديثية العلمية أيضا. ع