للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا , فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا , فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا , فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا , قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا , قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا , قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا , قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ , وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا , فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا , فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ , قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا , فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي , قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا , وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا , فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا , فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا , فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ , قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا} (١)

قَالَ الْبُخَارِيُّ ج٤ص١٦٥: نَبَذْنَاهُ: أَلْقَيْنَاهُ: اعْتَزَلَتْ.

{شَرْقِيًّا}: مِمَّا يَلِي الشَّرْقَ.

وَقَالَ أَبُو وَائِلٍ: عَلِمَتْ مَرْيَمُ أَنَّ التَّقِيَّ ذُو نُهْيَةٍ حِينَ قَالَتْ: {إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا}.

{قَصِيًّا}: قَاصِيًا.

{فَأَجَاءَهَا}: أَفْعَلْتُ مِنْ: جِئْتُ، وَيُقَالُ: أَلْجَأَهَا , اضْطَرَّهَا.

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " (نِسْيًا) لَمْ أَكُنْ شَيْئًا.

وَقَالَ غَيْرُهُ: النِّسْيُ: الحَقِيرُ.

قَالَ وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ البَرَاءِ: {سَرِيًّا}: نَهَرٌ صَغِيرٌ بِالسُّرْيَانِيَّةِ. (٢)

(تَسَاقَطْ): تَسْقُطْ , {فَرِيًّا}: عَظِيمًا.


(١) [مريم: ١٦ - ٢٧]
(٢) أخرجه محمد بن العباس البزار في " حديثه " (١١٦/ ١)، انظر الصَّحِيحَة: ١١٩١