للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

صِفَتُهُ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْكُتُبِ السَّابِقَة

قَالَ تَعَالَى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ , يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ , وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ , وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ , وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ , وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ , فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ , أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (١)

(خ) , وَعَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ (٢) قَالَ: لَقِيتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - فَقُلْتُ لَهُ: أَخْبِرْنِي عَنْ صِفَةِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي التَّوْرَاةِ , فَقَالَ: أَجَلْ , وَاللهِ إِنَّهُ لَمَوْصُوفٌ فِي التَّوْرَاةِ بِبَعْضِ صِفَتِهِ فِي الْقُرْآنِ:

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ , إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (٣) وَحِرْزًا لِلْأُمِّيِّينَ (٤) أَنْتَ عَبْدِي وَرَسُولِي , سَمَّيْتُكَ المتَوَكِّلَ (٥) لَيْسَ بِفَظٍّ وَلَا غَلِيظٍ (٦) وَلَا صَخَّابٍ فِي الْأَسْوَاقِ (٧) وَلَا يَدْفَعُ بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ , وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَغْفِرُ , وَلَنْ يَقْبِضَهُ اللهُ (٨) حَتَّى يُقِيمَ بِهِ الْمِلَّةَ الْعَوْجَاءَ (٩) بِأَنْ يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ , وَيَفْتَحَ بِهَا (١٠) أَعْيُنًا عُمْيًا (١١) وَآذَانًا صُمًّا , وَقُلُوبًا غُلْفًا. (١٢)


(١) [الأعراف/١٥٧]
(٢) هو عطاء بن يسار الهلالي، أبو محمد , المدني القاصّ، مولى ميمونة , الطبقة: ٢: من كبار التابعين , الوفاة: ٩٤ هـ، روى له: خ م د ت س جة , رتبته عند ابن حجر: ثقة , رتبته عند الذهبي: من كبار التابعين وعلمائهم.
(٣) أَيْ: شَاهِدًا عَلَى الْأُمَّة, وَمُبَشِّرًا لِلْمُطِيعِينَ بِالْجَنَّةِ, وَلِلْعُصَاةِ بِالنَّارِ. فتح (١٣/ ٤٠٦)
(٤) (حِرْزًا) أَيْ: حِصْنًا، وَالْأُمِّيِّينَ هُمْ الْعَرَب. فتح الباري (ج ١٣ / ص ٤٠٦)
(٥) أَيْ: المتَوَكِّلُ عَلَى الله, لِقَنَاعَتِهِ بِالْيَسِيرِ، وَالصَّبْرِ عَلَى مَا كَانَ يَكْرَه. فتح (١٣/ ٤٠٦)
(٦) هُوَ مُوَافِقٌ لِقَوْلِه تَعَالَى {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ، وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِك} وَلَا يُعَارِضُ قَوْلَهُ تَعَالَى {وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} , لِأَنَّ النَّفْيَ بِالنِّسْبَةِ لِلْمُؤْمِنِينَ , وَالْأَمْرُ بِالنِّسْبَةِ لِلْكُفَّارِ وَالْمُنَافِقِينَ , كَمَا هُوَ مُصَرَّح بِهِ فِي نَفْسِ الْآيَة. فتح الباري - (ج ١٣ / ص ٤٠٦)
(٧) الصَّخَب: الضَّجَّةُ , واضْطِرابُ الْأَصَواتِ للخِصَام. النهاية (ج ٣ / ص ٢٤)
(٨) أَيْ: يُمِيتُه. فتح الباري - (ج ١٣ / ص ٤٠٦)
(٩) الْمِلَّة الْعَوْجَاء: مِلَّةُ الْكُفْر. فتح الباري - (ج ١٣ / ص ٤٠٦)
(١٠) أَيْ: بِكَلِمَةِ التَّوْحِيد. فتح الباري - (ج ١٣ / ص ٤٠٦)
(١١) أَيْ: أَعْيُنًا عُمْيًا عَنْ الْحَقّ , وَلَيْسَ هُوَ عَلَى حَقِيقَتِهِ. فتح الباري (ج١٣ص٤٠٦)
(١٢) (خ) (٢٠١٨) , (حم) ٦٦٢٢