{قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى , فَلَنَأتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ , فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى , فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى , قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ , وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى , فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى , قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى , فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا , وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى , قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى , قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى , فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى , قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى , وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ , وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى , فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا , قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى , قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ , إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ , فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ , وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ , وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى} (١)
قَالَ الْبُخَارِيُّ ج٦ص٩٥: {مَكَانًا سُوًى}: مَنْصَفٌ بَيْنَهُمْ.
وقَالَ الْبُخَارِيُّ ج٤ص١٥٢: الضَّحَاءُ: الحَرُّ.
{فَيُسْحِتَكُمْ}: فَيُهْلِكَكُمْ.
{بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى}: تَأنِيثُ الأَمْثَلِ، يَقُولُ: بِدِينِكُمْ، يُقَالُ: خُذِ المُثْلَى , خُذِ الأَمْثَلَ.
{ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا}، يُقَالُ: هَلْ أَتَيْتَ الصَّفَّ اليَوْمَ، يَعْنِي المُصَلَّى الَّذِي يُصَلَّى فِيهِ.
{فَأَوْجَسَ}: أَضْمَرَ خَوْفًا، فَذَهَبَتِ الوَاوُ مِنْ {خِيفَةً} لِكَسْرَةِ الخَاءِ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ ج٦ص٥٨: (تَلَقَّفُ): تَلْقَمُ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ ج٤ص١٥٢: {فِي جُذُوعِ النَّخْلِ}: عَلَى جُذُوعِ.
(١) [طه: ٥٩ - ٧١]