للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

سُجُودُ السَّهْو

حُكْمُ سُجُودِ السَّهْو

(د) , عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ - صلى اللهُ عليه وسلَّم - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى اللهُ عليه وسلَّم -: " لِكُلِّ سَهْوٍ سَجْدَتَانِ (١) " (٢)


(١) قال في تمام المنة ص٢٧٣: لا بد من دليل لمشروعية السجود في السُّنن , وقد استدل له صديق خان في " الروضة " بحديث: " لكل سهو سجدتان " , ثم ذهب إلى أنه لا فرق في المشروعية بين المسنون والمندوب , وسبقه إلى ذلك الشوكاني في " السيل الجرار " , لكنه صرح بالتفريق بين السجود لترك واجب فيجب , وترك سنة فيُسَنُّ. أ. هـ
(٢) (د) ١٠٣٨ , (ش) ٤٤٨٣ , (جة) ١٢١٩ , (حم) ٢٢٤٧٠ , (عب) ٣٥٣٣
قال الألباني في الإرواء تحت حديث٣٣٩: أخرجوه من طرق عن إسماعيل بن عياش عن عبيد الله بن عبيد الكلاعي عن زهير ـ يعنى ابن سالم العنسي ـ عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عنه. ولم يقل ابن ماجه (عن أبيه) وهو رواية لأبى داود وقال: " لم يذكر (عن أبيه) غير عمرو " يعنى ابن عثمان.
قلت: بلى قد ذكره أيضا الحكم بن نافع عند أحمد , وذكره أيضا عبد الرزاق وإن خولف عليه فى إسناده.
فقال الطبراني فى " الكبير " (١/ ٧١): " حدثنا إسحاق ابن إبراهيم الدبرى عن عبد الرزاق عن إسماعيل بن عياش عن عبد العزيز بن عبيد الله عن عبد الرحمن بن جبير عن أبيه به.
وهذا الاختلاف ليس من عبد الرزاق بل من رواية الدبرى فإن فيه ضعفا , ولكنه يستشهد به , فيما وافق عليه الثقات , فتبين مما ذكرنا ثبوت هذه الزيادة " عن أبيه " في الإسناد , وهو إسناد حسن وإن قال البيهقي: " فيه ضعف " ولم يبين وجهه!
وقد تعقبه ابن التركماني بقوله: " ليس فى إسناده من تُكُلُّم فيه ـ فيما علمت ـ سوى ابن عياش , وبه علل البيهقي الحديث في كتاب المعرفة , فقال: ينفرد به إسماعيل بن عياش وليس بالقوى! انتهى كلامه
وهذه العلة ضعيفة فإن ابن عياش روى هذا الحديث عن شامي وهو عبيد الله الكلاعي , وقد قال البيهقي في " باب ترك الوضوء من الدم ": ما روى ابن عياش عن الشاميين صحيح , فلا أدري من أين حصل الضعف لهذا الإسناد؟! ".
ثم استدركت فقلت: قد تبين لي أن في إسناده من تُكُلُّم فيه , وهو زهير بن سالم , فإنه لم يوثقه أحد غير ابن حبان.
وقال الدارقطني: " منكر الحديث " , فهو علة الحديث , والظاهر أنه كان يضطرب فيه , فقد رواه الهيثم بن حميد عن عبيد الله بن عبيد بن زهير الحمصى عن ثوبان به دون " بعد السلام ". أخرجه ابن أبى شيبة فى " المصنف " (١/ ١٧٨/٢) أنبأنا المعلى بن منصور قال: أنبأنا الهيثم بن حميد به.
وبالجملة فهذا الحديث ضعيف من أجل زهير هذا , لكن له شواهد يتقوى بها , منها حديث الباب , وأحاديث أخرى , ذكرتها في " صحيح سنن أبي داود " (٩٥٤). أ. هـ