وَأَمَّا قَوْل الْجَوْهَرِيّ فِي صِحَاحه: جَيْحَان نَهْر الشَّام، قَالَ الْحَازِمِيّ: سَيْحَان نَهْر عِنْد الْمُصَيِّصَة، قَالَ: وَهُوَ غَيْر سَيْحُون. وَقَالَ صَاحِب نِهَايَة الْغَرِيب: سَيْحَان وَجَيْحَان: نَهْرَان بِالْعَوَاصِمِ عِنْد الْمُصَيِّصَة وَطُرْسُوس، وَاتَّفَقُوا كُلُّهمْ عَلَى أَنَّ جَيْحُون نَهْر وَرَاء خُرَاسَان , عِنْد بَلْخ , وَاتَّفَقُوا عَلَى أَنَّهُ غَيْر جَيْحَان، وَكَذَلِكَ سَيْحُون غَيْر سَيْحَان. شرح النووي (١٧/ ١٧٦) (٢) (م) ٢٨٣٩ , (حم) ٧٨٧٣ (٣) جعل الأنهار الأربعة لعذوبة مائها , وكثرة منافعها , كأنها من أنهار الجنة , ويُحتمل أن يكون المراد بها الأنهار الأربعة التي هي أصول أنهار الجنة , وسمَّاها بأسامي الأنهار الأربعة التي هي أعظم أنهار الدنيا وأشهرها وأعذبها , وأفْيَدُها عند العرب على سبيل التشبيه والتمثيل , ليُعلم أنها في الجنة بمثابتها , وأن ما في الدنيا من أنواع المنافع والنعائم , أنموذجات لما يكون في الآخرة , وكذا ما فيها من المضارِّ المُرْدِيَة , والمُستكرَهات المُؤذِية. قال ابن حزم: ظن بعض الأغبياء أن تلك الروضة الشريفة , قطعة مقتطعة من الجنة , وأن الأنهار سيحان وجيحان والفرات والنيل مُهبطة من الجنة , وهذا باطل , لأن الله تعالى يقول في الجنة {إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى , وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى} طه١١٨ - ١١٩ , وليست هذه صفة الأنهار المذكورة , ولا الروضة , ومن ثَمَّ , لو حلف داخلها أنه دخل الجنة , حنث , فصحَّ أن قوله " من الجنة " إنما هو لفضلها , وأن الصلاة فيها (الروضة) تؤدي إلى الجنة , وأن تلك الأنهار لِطِيبها وبركتها أُضيفت إلى الجنة , كما قيل في الضأن: " إنها من دواب الجنة " وقد جاء أن حِلَقَ الذكر من رياض الجنة. مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (ج ١٦ / ص ٢٣٧)