للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(خز) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى اللهُ عليه وسلَّم -: " مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ الصَّلَاةِ فَقَدْ أَدْرَكَهَا قَبْلَ أَنْ يُقِيمَ الإِمَامُ صُلْبَهُ " (١)


(١) (خز) ١٥٩٥ , (قط) ج١/ص٣٤٦ , (هق) ٢٤٠٨ , وقال الألباني في تعليقه على حديث ابن خزيمة: إسناده ضعيف لسوء حفظ قرة , لكن له طريق أخرى وشواهد كما حققته في صحيح أبي داود ٨٣٢.
وقال في الإرواء حديث: ٤٩١: ومما يقوي الحديث جريان عمل جماعة من الصحابة عليه:
أولا: ابن مسعود فقد قال: (من لم يدرك الإمام راكعا لم يدرك تلك الركعة). أخرجه البيهقي بسند صحيح ,
وروى ابن أبي شيبة في (المصنف) والطحاوي والطبراني عَنْ زيد ابن وهب قال: خرجت مع عبد الله من داره إلى المسجد , فلما توسطنا المسجد ركع الإمام , فكبر عبد الله ثم ركع وركعت معه , ثم مشينا راكعين حتى انتهينا إلى الصف , حتى رفع القوم رؤوسهم , فلما قضى الإمام الصلاة قمت وأنا أرى أني لم أدرك , فأخذ بيدي عبد الله فأجلسني وقال: إنك قد أدركت). قلت: وسنده صحيح.
ثانيا: عبد الله بن عمر قال: (إذا جئتَ والإمام راكع فوضعتَ يديك على ركبتيك قبل أن يرفع فقد أدركتَ). أخرجه ابن أبي شيبة من طريق ابن جريج عن نافع عنه.
ومن هذا الوجه أخرجه البيهقي ولفظه: (من أدرك الإمام راكعا فركع قبل أن يرفع الإمام رأسه فقد أدرك تلك الركعة) قلت: وإسناده صحيح.
ثالثا: زيد بن ثابت كان يقول: (من أدرك الركعة قبل أن يرفع الإمام رأسه فقد أدرك الركعة). رواه البيهقي من طريق مالك أنه بلغه أن عبد الله بن عمر وزيد بن ثابت كانا يقولان ذلك.
وأخرج الطحاوي عَنْ خارجة بن زيد بن ثابت. (أن زيد بن ثابت كان يركع على عتبة المسجد ووجهه إلى القبلة ثم يمشي معترضا على شقه الأيمن ثم يعتد بها إن وصل إلى الصف أو لم يصل) وإسناده جيد.
رابعا: عبد الله بن الزبير قال عثمان بن الأسود: (دخلت أنا وعمرو بن تميم المسجد , فركع الإمام فركعت أنا وهو ومشينا راكعين حتى دخلنا الصف , فلما قضينا الصلاة قال لي عمرو: الذي صنعت آنفا ممن سمعته؟ , قلت: من مجاهد , قال: قد رأيت ابن الزبير فعله). أخرجه ابن أبي شيبة ورجاله ثقات غير عمرو بن تميم بيض له ابن أبي حاتم وذكره ابن حبان في (الثقات) وقال البخاري: (في حديثه نظر).
خامسا: أبو بكر الصديق , عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن أبا بكر الصديق وزيد بن ثابت دخلا المسجد والإمام راكع , فركعا ثم دبا وهما راكعان حتى لحقا بالصف , أخرجه البيهقي وإسناده حسن , لكن أبا بكر بن عبد الرحمن لم يدرك أبا بكر الصديق فهو عنه منقطع , إِلَّا أنه يحتمل أن يكون تلقاه عن زيد بن ثابت , وهو عن زيد صحيح ثابت , فإنه ورد عنه من طرق أخرى تقدم بعضها قريبا.
والخلاصة: أن الحديث بشاهده المرسل وبهذه الآثار حَسَنٌ يصلح للاحتجاج به والله أعلم.
(فائدة): دلت هذه الآثار الصحيحة على أمرين:
الأول: أن الركعة تُدرك بإدراك الركوع , ومن أجل ذلك أوردناها.
الثاني: جواز الركوع دون الصف , وهذا مما لَا نراه جائزا , لحديث أبي بكرة أنه جاء ورسول الله - صلى اللهُ عليه وسلَّم - راكع دون الصف ثم مشى إلى الصف فلما قضى النبي - صلى اللهُ عليه وسلَّم - صلاته قال: أيكم الذي ركع دون الصف ثم مشى إلى الصف؟ , قال أبو بكرة: أنا فقال النبي - صلى اللهُ عليه وسلَّم - زادك الله حرصا ولا تعد). أخرجه أبو داود وغيره بإسناد صحيح كما بينته في (صحيح أبي داود) أ. هـ.