(٢) (ش) ٩٧٥٨ , (طس) ٧٦٣٦ , وصححه الألباني في الإرواء: ٩٥٧ وقال: هو نص على أن نهي عمر - رضي الله عنه - عن صوم رجب المفهوم من ضربه للمترجِّبين كما في الأثر المتقدم , ليس نهيا لذاته , بل لكي لَا يلتزموا صيامه ويتمُّوه كما يفعلون برمضان , وهذا ما صرح به بعض الصحابة , فقد أورد ابن قدامة في (المغني) (٣/ ١٦٧) عقب أثر ابن عمر هذا من رواية أحمد عن أبى بكرة: (أنه دخل على أهله وعندهم سِلال جدُدٌ وكيزان , فقال: ما هذا؟ , فقالوا: رجب نصومه , فقال: أجعلتم رجب رمضان؟! فأكفا السلال وكسر الكيزان). ثم قال ابن قدامة عقبه: (قال أحمد: من كان يصوم السَّنَة صامه , والا فلا يصومه متواليا , يفطر فيه , ولا يشبِّهه برمضان). ويظهر أن رأي ابن عمر في كراهة صوم رجب كله كان شائعا عنه في زمانه , وأن بعض الناس أساء فهْما عنه فنسب إليه أنه يقول بتحريم هذا الصوم , فقد قال عبد الله مولى أسماء بنت أبي بكر: (أرسلتني أسماء إلى عبد الله بن عمر فقالت: بلغني أنك تحرم أشياء ثلاثة: العَلَم في الثوب , وميثرة الأرجوان , وصوم رجب كله! , فقال لي عبد الله: أما ما ذكرت من رجب فكيف بمن يصوم الأبد ...). أخرجه مسلم وأحمد. وعليه يُشكل قوله في هذه الرواية: (فكيف بمن يصوم الابد) فقد فسروه بأنه إنكار منه لما بلغ أسماء من تحريمه , وإخبار منه أنه يصوم رجبا كله وأنه يصوم الأبد , كما في شرح مسلم للنووي و (السراج الوهاج) لصديق حسن خان , فلعل التوفيق بين صومه لرجب , وكراهته لذلك , أن تُحمل الكراهة على إفراد رجب بالصوم , كما يُفرد رمضان به , وأما صيامه في جملة ما يصوم , فليس مكروها عنده , والله أعلم. أ. هـ