(٢) القصد بالتشبيه أن الظاهرَ عُنوانُ الباطِن , ومن طابَتْ سَريرتُه , طابَتْ عَلانِيَتُه , فإذا اقترنَ العملُ بالإخلاصِ القلبيِّ الذي هو شرطُ القبول , أشرقَ ضياءُ الأنوار على الجوارح الظاهرة , وإذا اقترنَ برياءٍ أو نحوه , اكتسب ظُلْمة يُدْرِكُها أهلُ البَصائر وأرْباب السَّرائر، " إن لله عبادا يعرفون الناس بِالتَّوَسُّم " , فاتقوا فِراسَة المؤمن. قال الغزالي: للأعمال الظاهرة عَلائِقُ من المساعي الباطنة , تُصْلِحها وتُفْسِدها , كالإخلاصِ , والرياء , والعجب , وغيرها , فمن لم يعرف هذه المساعي الباطنة ووجهَ تأثيرِها في العبادات الظاهرة , فقلَّما سَلِمَ له عملٌ ظاهر , فَتَفُوتُه طاعاتُ الظاهر والباطن , فلا يبقى بِيَدِهِ إلا الشَّقاء والكذب ذلك هو الخسران المبين. فيض القدير - (ج ٢ / ص ٧٠٨) (٣) (جة) ٤١٩٩ , انظر الصَّحِيحَة: ١٧٣٤