للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(حم) , وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَدْرٍ أَنَّهُ خَرَجَ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ حُجَّاجًا حَتَّى وَرَدُوا مَكَّةَ , فَدَخَلُوا الْمَسْجِدَ فَاسْتَلَمُوا الْحَجَرَ , ثُمَّ طُفْنَا بِالْبَيْتِ أُسْبُوعًا (١) ثُمَّ صَلَّيْنَا خَلْفَ الْمَقَامِ رَكْعَتَيْنِ , فَإِذَا رَجُلٌ ضَخْمٌ فِي إِزَارٍ وَرِدَاءٍ يُصَوِّتُ بِنَا عِنْدَ الْحَوْضِ , فَقُمْنَا إِلَيْهِ - وَسَأَلْتُ عَنْهُ فَقَالُوا: ابْنُ عَبَّاسٍ - فَلَمَّا أَتَيْنَاهُ قَالَ: مَنْ أَنْتُمْ؟ , قُلْنَا: أَهْلُ الْمَشْرِقِ , وَثَمَّ أَهْلُ الْيَمَامَةِ (٢) قَالَ: فَحُجَّاجٌ أَمْ عُمَّارٌ؟ , قُلْتُ: بَلْ حُجَّاجٌ , قَالَ: فَإِنَّكُمْ قَدْ نَقَضْتُمْ حَجَّكُمْ , قُلْتُ: قَدْ حَجَجْتُ مِرَارًا فَكُنْتُ أَفْعَلُ كَذَا , قَالَ: فَانْطَلَقْنَا مَكَانَنَا حَتَّى يَأتِيَ ابْنُ عُمَرَ , فَقُلْتُ: يَا ابْنَ عُمَرَ , إِنَّا قَدِمْنَا , فَقَصَصْنَا عَلَيْهِ قِصَّتَنَا , وَأَخْبَرْنَاهُ مَا قَالَ إِنَّكُمْ نَقَضْتُمْ حَجَّكُمْ , قَالَ: أُذَكِّرُكُمْ بِاللهِ أَخَرَجْتُمْ حُجَّاجًا؟ , قُلْنَا: نَعَمْ , فَقَالَ: وَاللهِ لَقَدْ حَجَّ رَسُولُ اللهِ - صلى اللهُ عليه وسلَّم - وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ , كُلُّهُمْ فَعَلَ مِثْلَ مَا فَعَلْتُمْ (٣). (٤)


(١) قوله:"ثُمَّ طُفْنَا بِالْبَيْتِ أُسْبُوعًا"، أي: سبع مرات، ومنه الأسبوع للأيام السبعة، ويقال له: سبوع بلا ألف لغة قليلة فيه. مسند أحمد ط الرسالة (١٠/ ١٦٣)
(٢) أي: هناك كان أهل اليمامة، يريد أن رفقاءه كانوا أهل اليمامة، والله تعالى أعلم، ويحتمل أنها بضم المثلثة حرف عطف، والمقصود بيان نسبتهم إلى اليمامة بعد بيان نسبتهم إلى المشرق، كما هو المتعارف أنهم يأتون بالنسبة إلى الأخص بعد النسبة إلى الأعم، إلا إنه يأتي عليه واو العطف إذ لم يعهد اجماع الواو و"ثم"العاطفة، والله تعالى. مسند أحمد ط الرسالة (١٠/ ١٦٣)
(٣) قال الشيخ شعيب الأرناؤوط: كان ابن عباس يرى أن المفرد المحرم بالحج وحده، والقارن بالحج والعمرة لا يطوفان بالبيت إلا بعد الوقوف بعرفة، وأن من طاف بهما قبل الموقف، فقد حل، وقد سلف رأيه في ذلك برقم (٥١٩٤) و (٤٥٦٢)، ورد ابن عمر عليه في ذلك، وانظر "السنن الكبرى"٥/ ٧٧ - ٧٨ للبيهقي. مسند أحمد ط الرسالة (١٠/ ١٦٣)
(٤) (حم) ٥٩٣٩ , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.