للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(ش ابن سعد) , وَعَنْ أُمِّ كَبْشَةَ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي عُذْرَةَ - عُذْرَةَ قُضَاعَةَ - قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ , ائْذَنْ لِي أَنْ أَخْرَجَ فِي جَيْشِ كَذَا وَكَذَا , قَالَ: " لَا " , قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ , إِنِّي لَسْتُ أُرِيدُ أَنْ أُقَاتِلَ , إِنَّمَا أُرِيدُ أَنْ أُدَاوِيَ الْجَرِيحَ وَالْمَرِيضَ , أَوْ أَسْقِيَ الْمَرِيضَ , فَقَالَ: " لَوْلَا أَنْ تَكُونَ سُنَّةً , وَيُقَالَ: فُلَانَةُ خَرَجَتْ , لَأَذِنْتُ لَكِ , وَلَكِنِ اجْلِسِي) (١) وفي رواية: (اجْلِسِي، لَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَغْزُو بِامْرَأَةٍ (٢) ") (٣)


(١) (ش) ٣٣٦٥٣ , (طس) ٤٤٤٣ , (الآحاد والمثاني) ٣٤٧٣ , انظر الصَّحِيحَة: ٢٧٤٠
(٢) قال الألباني في الصَّحِيحَة ٢٧٤٠: فائدة: ثم قال الحافظ عقب الحديث في " الإصابة ": " ويمكن الجمع بين هذا وبين ما تقدم في ترجمة أم سنان الأسلمي، أن هذا ناسخ لذاك , لأن ذلك كان بخيبر، وقد وقع قبله بأحد كما في (الصحيح) من حديث البراء بن عازب، وهذا كان بعد الفتح " ,
قلت: ويشير بما تقدم إلى ما أخرجه الخطيب في " المؤتلف " عن الواقدي عن عبد الله بن أبي يحيى عن ثبيتة عن أمها قالت: " لما أراد النبي - صلى الله عليه وسلم - الخروج إلى خيبر قلت: يا رسول الله! أخرجُ معك أخرُز السقاء، وأداوي الجرحى .. الحديث، وفيه: فإن لك صواحب قد أذنتُ لهن من قومك ومن غيرهم، فكوني مع أم سلمة ".
قلت: والواقدي متروك، فلا يُقام لحديثه وزن، ولا سيما عند المعارضة كما هنا.
نعم ما عزاه لـ (الصحيح) يعارضه , وهو من حديث أنس بن مالك - ليس البراء بن عازب - قال: " لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم وأنهما لمشمرتان أرى خدم سوقهن تنقزان - وقال غيره: تنقلان - القرب على متونهما ثم تفرغانه في أفواه القوم، ثم ترجعان فتملآنها ثم تجيئان فتفرغانه في أفواه القوم ". أخرجه البخاري
وله شاهد من حديث عمر - رضي الله عنه -: " أن أم سليط - من نساء الأنصار ممن بايع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانت تزفر (أي تحمل) لنا القرب يوم أحد ". أخرجه البخاري (٢٨٨١).
ولكن , لَا ضرورة - عندي - لِادِّعاء نسخ هذه الأحاديث ونحوها، وإنما تُحمل على الضرورة , أو الحاجة , لقلة الرجال، وانشغالهم بمباشرة القتال، وأما تدريبهن على أساليب القتال وإنزالهن إلى المعركة يقاتلن مع الرجال كما تفعل بعض الدول الإسلامية اليوم، فهو بدعة عصرية، ومخالفة صريحة لما كان عليه سلفنا الصالح، وتكليف للنساء بما لم يخلقن له، وتعريض لهن لما لَا يليق بهن إذا ما وقعن في الأسر بيد العدو. والله المستعان. أ. هـ
(٣) (ابن سعد) ج٨ص٣٠٨ , انظر الصَّحِيحَة: ٢٨٨٧