قال الحافظ في الفتح (ح٧٣): وَإِنَّمَا أَرَادَ عُمَرُ أَنَّهَا قَدْ تَكُونُ سَبَبًا لِلْمَنْعِ؛ لِأَنَّ الرَّئِيسَ قَدْ يَمْنَعُهُ الْكِبَرُ وَالِاحْتِشَامُ أَنْ يَجْلِسَ مَجْلِسَ الْمُتَعَلِّمِينَ، وَلِهَذَا قَالَ مَالِك عَنْ عَيْبِ الْقَضَاءِ: إِنَّ الْقَاضِي إِذَا عُزِلَ , لَا يَرْجِعُ إِلَى مَجْلِسِهِ الَّذِي كَانَ يَتَعَلَّمُ فِيهِ.وَقَالَ الشَّافِعِيّ: إِذَا تَصَدَّرَ الْحَدَثُ , فَاتَهُ عِلْمٌ كَثِيرٌ.وَقَدْ فَسَّرَهُ أَبُو عُبَيْد فِي كِتَابه " غَرِيب الْحَدِيث " فَقَالَ: مَعْنَاهُ: تَفَقَّهُوا وَأَنْتُمْ صِغَار , قَبْل أَنْ تَصِيرُوا سَادَةً , فَتَمْنَعَكُمْ الْأَنَفَةُ عَنْ الْأَخْذِ عَمَّنْ هُوَ دُونكُمْ , فَتَبْقُوا جُهَّالًا.وَقِيلَ: أَرَادَ عُمَرُ الْكَفَّ عَنْ طَلَبِ الرِّئاسَةِ , لِأَنَّ الَّذِي يَتَفَقَّهُ , يَعْرِفُ مَا فِيهَا مِنْ الْغَوَائِل , فَيَجْتَنِبُهَا.(٢) (خم) ج١ص٣٩ , (ش) ٢٦٦٤٠ , وصححه الألباني في مختصر صحيح البخاري تحت حديث: ٥٥
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute