للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(خ م جة حم) وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: (" يَنْزِلُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا (١)) (٢) (إِذَا ذَهَبَ ثُلُثُ الَّليْلِ الْأوَّلُ) (٣) وفي رواية: (إِذَا مَضَى شَطْرُ اللَّيْلِ أَوْ ثُلُثَاهُ) (٤) وفي رواية: (حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ) (٥) (فَيَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ , أَنَا الْمَلِكُ, هَلْ مِنْ دَاعٍ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ , هَلْ مِنْ سَائِلٍ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ , هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟) (٦) (هَلْ مِنْ مُذْنِبٍ يَتُوبُ) (٧) (فَأَتُوبَ عَلَيْهِ؟) (٨) (مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَرْزِقُنِي فَأَرْزُقَهُ؟ , مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَكْشِفُ الضُّرَّ فَأَكْشِفَهُ عَنْهُ؟) (٩) (فلَا يَبْقَى مُسْلِمٌ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ إِلَّا اسْتَجَابَ اللهُ - عز وجل - لَهُ، إِلَّا زَانِيَةً تَسْعَى بِفَرْجِهَا , أَوْ عَشَّارًا (١٠)) (١١) (ثُمَّ يَبْسُطُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَدَيْهِ فَيَقُولُ: مَنْ يُقْرِضُ غَيْرَ عَدِيمٍ (١٢) وَلَا ظَلُومٍ , فلَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُضِيءَ الْفَجْرُ ") (١٣) (فَلِذَلِكَ كَانُوا يُفَضِّلُونَ صَلَاةَ آخِرِ اللَّيْلِ عَلَى أَوَّلِهِ (١٤)) (١٥).


(١) اخْتُلِفَ فِي مَعْنَى النُّزُولِ عَلَى أَقْوَال: فَمِنْهُمْ مَنْ أَجْرَاهُ عَلَى مَا وَرَدَ , مُؤْمِنًا بِهِ عَلَى طَرِيقِ الْإِجْمَالِ , مُنَزِّهًا اللهَ تَعَالَى عَنْ الْكَيْفِيَّةِ وَالتَّشْبِيهِ - وَهُمْ جُمْهُور السَّلَف - وَنَقَلَهُ الْبَيْهَقِيُّ وَغَيْرُهُ عَنْ الْأَئِمَّةِ الْأَرْبَعَةِ , وَالسُّفْيَانَيْنِ , وَالْحَمَّادَيْنِ , وَالْأَوْزَاعِيُّ , وَاللَّيْث , وَغَيْرهمْ.
قَالَ الْبَيْهَقِيُّ: وَأَسْلَمُهَا: الْإِيمَانُ بِلَا كَيْف , وَالسُّكُوتُ عَنْ الْمُرَادِ , إِلَّا أَنْ يَرِدَ ذَلِكَ عَنْ الصَّادِق - صلى الله عليه وسلم - فَيُصَارُ إِلَيْهِ، وَمِنْ الدَّلِيلِ عَلَى ذَلِكَ , اِتِّفَاقُهُمْ عَلَى أَنَّ التَّأوِيلَ الْمُعَيَّنَ غَيْرُ وَاجِبٍ. فتح الباري (ج ٤ / ص ١٣٢)
(٢) (خ) ١٠٩٤ , (م) ٧٥٨
(٣) (م) ٧٥٨ , (ت) ٤٤٦
(٤) (م) ٧٥٨ , (ن) ١٠٣١٢
(٥) (خ) ١٠٩٤ , (م) ٧٥٨
(٦) (م) ٧٥٨ , (خ) ١٠٩٤
(٧) (حم) ١١٩١١ , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: صحيح.
(٨) (حم) ٩٥٨٩ , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح.
(٩) (حم) ٧٥٠٠ , وقال الأرناءوط: صحيح , وانظر ظلال الجنة: ٤٩٧
(١٠) العَشَّار: الذي يَأخُذُ عُشْرَ الأموال (المُكُوس).
(١١) (طب) ٨٣٩١ , انظر صَحِيح الْجَامِع: ٢٩٧١ , والصَّحِيحَة: ١٠٧٣
(١٢) يُقَال: أَعْدَمَ الرَّجُلُ: إِذَا اِفْتَقَرَ , فَهُوَ مُعْدِمٌ , وَعَدِيمٌ , وَعَدُومٌ.
وَالْمُرَادُ بِالْقَرْضِ: عَمَلُ الطَّاعَة , سَوَاءٌ فِيهِ الصَّدَقَةُ , وَالصَّلَاة , وَالصَّوْم وَالذِّكْر , وَغَيْرهَا مِنْ الطَّاعَات، وَسَمَّاهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قَرْضًا مُلَاطَفَةً لِلْعِبَادِ , وَتَحْرِيضًا لَهُمْ عَلَى الْمُبَادَرَةِ إِلَى الطَّاعَة. شرح النووي (٣/ ٩٩)
(١٣) (م) ٧٥٨ , (هق) ٤٤٢٨
(١٤) وَفِي حَدِيث الْبَاب مِنْ الْفَوَائِد أَنَّ آخِر اللَّيْلِ أَفْضَلُ لِلدُّعَاءِ وَالِاسْتِغْفَار، وَيَشْهَدُ لَهُ قَوْله تَعَالَى: {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ} , وَأَنَّ الدُّعَاءَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ مُجَاب.
وَلَا يُعْتَرَضُ عَلَى ذَلِكَ بِتَخَلُّفِهِ عَنْ بَعْضِ الدَّاعِينَ , لِأَنَّ سَبَبَ التَّخَلُّفِ وُقُوعُ الْخَلَلِ فِي شَرْطٍ مِنْ شُرُوطِ الدُّعَاء, كَالِاحْتِرَازِ فِي الْمَطْعَمِ وَالْمَشْرَبِ وَالْمَلْبَس , أَوْ لِاسْتِعْجَالِ الدَّاعِي , أَوْ بِأَنْ يَكُونَ الدُّعَاءُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِم , أَوْ تَحْصُلُ الْإِجَابَة , وَيَتَأَخَّرُ وُجُودُ الْمَطْلُوبِ لِمَصْلَحَةِ الْعَبْد , أَوْ لِأَمْرٍ يُرِيدُهُ الله. فتح الباري (ج ٤ / ص ١٣٢)
(١٥) (حم) ٧٥٨٢ , (جة) ١٣٦٦