للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(حم) , عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ - رضي الله عنه - قَالَ: لَمَّا قَدِمَ أَبُو الْحَيْسَرِ , أَنَسُ بْنُ رَافِعٍ مَكَّةَ , وَمَعَهُ فِتْيَةٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ , فِيهِمْ إِيَاسُ بْنُ مُعَاذٍ يَلْتَمِسُونَ الْحِلْفَ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَى قَوْمِهِمْ مِنْ الْخَزْرَجِ , " سَمِعَ بِهِمْ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَتَاهُمْ فَجَلَسَ إِلَيْهِمْ , فَقَالَ لَهُمْ: هَلْ لَكُمْ إِلَى خَيْرٍ مِمَّا جِئْتُمْ لَهُ؟ " , قَالُوا: وَمَا ذَاكَ؟ , قَالَ: " أَنَا رَسُولُ اللهِ , بَعَثَنِي إِلَى الْعِبَادِ أَدْعُوهُمْ إِلَى أَنْ يَعْبُدُوا اللهَ لَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا , وَأُنْزِلَ عَلَيَّ كِتَابٌ , ثُمَّ ذَكَرَ الْإِسْلَامَ , وتلَا عَلَيْهِمْ الْقُرْآنَ " , فَقَالَ إِيَاسُ بْنُ مُعَاذٍ - وَكَانَ غُلَامًا حَدَثًا -: أَيْ قَوْمِ , هَذَا وَاللهِ خَيْرٌ مِمَّا جِئْتُمْ لَهُ , فَأَخَذَ أَبُو جُلَيْسٍ حَفْنَةً مِنْ الْبَطْحَاءِ فَضَرَبَ بِهَا فِي وَجْهِ إِيَاسِ بْنِ مُعَاذٍ , " فَقَامَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْهُمْ " , وَانْصَرَفُوا إِلَى الْمَدِينَةِ , فَكَانَتْ وَقْعَةُ بُعَاثٍ بَيْنَ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ , ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ إِيَاسُ بْنُ مُعَاذٍ أَنْ هَلَكَ، فَحَدَّثَنَا مَنْ حَضَرَهُ مِنْ قَوْمِي عِنْدَ مَوْتِهِ , أَنَّهُمْ لَمْ يَزَالُوا يَسْمَعُونَهُ يُهَلِّلُ اللهَ , وَيُكَبِّرُهُ , وَيَحْمَدُهُ , وَيُسَبِّحُهُ , حَتَّى مَاتَ , فَمَا كَانُوا يَشُكُّونَ أَنْ قَدْ مَاتَ مُسْلِمًا , لَقَدْ كَانَ اسْتَشْعَرَ الْإِسْلَامَ فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ , حِينَ سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مَا سَمِعَ " (١)


(١) (حم) ٢٣٦٦٨ , (ك) ٤٨٣١ , وقال شعيب الأرنؤوط: إسناده حسن.