للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(حم) , وَعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ: " لَمَّا افْتَتَحَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - خَيْبَرَ " , قَالَ الْحَجَّاجُ بْنُ عِلَاطٍ - رضي الله عنه -: يَا رَسُولَ اللهِ , إِنَّ لِي بِمَكَّةَ مَالًا , وَإِنَّ لِي بِهَا أَهْلًا , وَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ آتِيَهُمْ , فَأَنَا فِي حِلٍّ إِنْ أَنَا نِلْتُ مِنْكَ (١) أَوْ قُلْتُ شَيْئًا؟ , " فَأَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَقُولَ مَا شَاءَ " , فَأَتَى امْرَأَتَهُ حِينَ قَدِمَ , فَقَالَ: اجْمَعِي لِي مَا كَانَ عِنْدَكِ , فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَشْتَرِيَ مِنْ غَنَائِمِ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ , فَإِنَّهُمْ قَدْ اسْتُبِيحُوا وَأُصِيبَتْ أَمْوَالُهُمْ , قَالَ: فَفَشَا ذَلِكَ فِي مَكَّةَ , وَانْقَمَعَ الْمُسْلِمُونَ، وَأَظْهَرَ الْمُشْرِكُونَ فَرَحًا وَسُرُورًا , وَبَلَغَ الْخَبَرُ الْعَبَّاسَ , فَعَقَرَ (٢) وَجَعَلَ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَقُومَ , فَأَرْسَلَ غُلَامًا إِلَى الْحَجَّاجِ بْنِ عِلَاطٍ: وَيْلَكَ مَا جِئْتَ بِهِ؟ , وَمَاذَا تَقُولُ؟، فَمَا وَعَدَ اللهُ خَيْرٌ مِمَّا جِئْتَ بِهِ , فَقَالَ الْحَجَّاجُ بْنُ عِلَاطٍ لِغُلَامِهِ: اقْرَأ عَلَى أَبِي الْفَضْلِ السَّلَامَ , وَقُلْ لَهُ: فَلْيَخْلُ لِي فِي بَعْضِ بُيُوتِهِ لِآتِيَهُ , فَإِنَّ الْخَبَرَ عَلَى مَا يَسُرُّهُ , فَجَاءَ غُلَامُهُ , فَلَمَّا بَلَغَ بَابَ الدَّارِ قَالَ: أَبْشِرْ يَا أَبَا الْفَضْلِ , فَوَثَبَ الْعَبَّاسُ فَرَحًا حَتَّى قَبَّلَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ , فَأَخْبَرَهُ مَا قَالَ الْحَجَّاجُ , فَأَعْتَقَهُ , ثُمَّ جَاءَهُ الْحَجَّاجُ فَأَخْبَرَهُ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ افْتَتَحَ خَيْبَرَ , وَغَنِمَ أَمْوَالَهُمْ , وَجَرَتْ سِهَامُ اللهِ - عز وجل - فِي أَمْوَالِهِمْ , وَاصْطَفَى رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ , فَاتَّخَذَهَا لِنَفْسِهِ , وَخَيَّرَهَا أَنْ يُعْتِقَهَا وَتَكُونَ زَوْجَتَهُ , أَوْ تَلْحَقَ بِأَهْلِهَا , فَاخْتَارَتْ أَنْ يُعْتِقَهَا وَتَكُونَ زَوْجَتَهُ " , وَلَكِنِّي جِئْتُ لِمَالٍ كَانَ لِي هَاهُنَا , أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَهُ فَأَذْهَبَ بِهِ , فَاسْتَأذَنْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - " فَأَذِنَ لِي أَنْ أَقُولَ مَا شِئْتُ " , فَأَخْفِ عَنِّي ثَلَاثا , ثُمَّ اذْكُرْ مَا بَدَا لَكَ قَالَ: فَجَمَعَتْ امْرَأَتُهُ مَا كَانَ عِنْدَهَا مِنْ حُلِيٍّ وَمَتَاعٍ فَدَفَعَتْهُ إِلَيْهِ , ثُمَّ اسْتَمَرَّ بِهِ , فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ثَلَاث أَتَى الْعَبَّاسُ امْرَأَةَ الْحَجَّاجِ فَقَالَ: مَا فَعَلَ زَوْجُكِ؟ فَأَخْبَرَتْهُ أَنَّهُ قَدْ ذَهَبَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا , وَقَالَتْ: لَا يُخْزِيكَ اللهُ يَا أَبَا الْفَضْلِ , لَقَدْ شَقَّ عَلَيْنَا الَّذِي بَلَغَكَ , قَالَ: أَجَلْ , لَا يُخْزِنِي اللهُ , وَلَمْ يَكُنْ بِحَمْدِ اللهِ إِلَّا مَا أَحْبَبْنَا , " فَتَحَ اللهُ خَيْبَرَ عَلَى رَسُولِهِ - صلى الله عليه وسلم - وَجَرَتْ فِيهَا سِهَامُ اللهِ , وَاصْطَفَى رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ لِنَفْسِهِ " , فَإِنْ كَانَتْ لَكِ حَاجَةٌ فِي زَوْجِكِ , فَالْحَقِي بِهِ , فَقَالَتْ: أَظُنُّكَ وَاللهِ صَادِقًا , قَالَ: فَإِنِّي صَادِقٌ , الْأَمْرُ عَلَى مَا أَخْبَرْتُكِ , فَذَهَبَ حَتَّى أَتَى مَجَالِسَ قُرَيْشٍ , وَهُمْ يَقُولُونَ إِذَا مَرَّ بِهِمْ: لَا يُصِيبُكَ إِلَّا خَيْرٌ يَا أَبَا الْفَضْلِ , فَقَالَ لَهُمْ: لَمْ يُصِبْنِي إِلَّا خَيْرٌ بِحَمْدِ اللهِ , قَدْ أَخْبَرَنِي الْحَجَّاجُ بْنُ عِلَاطٍ أَنَّ خَيْبَرَ قَدْ فَتَحَهَا اللهُ عَلَى رَسُولِهِ وَجَرَتْ فِيهَا سِهَامُ اللهِ , وَاصْطَفَى صَفِيَّةَ لِنَفْسِهِ , وَقَدْ سَأَلَنِي أَنْ أُخْفِيَ عَلَيْهِ ثَلَاثا , وَإِنَّمَا جَاءَ لِيَأخُذَ مَالَهُ وَمَا كَانَ لَهُ مِنْ شَيْءٍ هَاهُنَا , ثُمَّ يَذْهَبَ , قَالَ: فَرَدَّ اللهُ الْكَآبَةَ الَّتِي كَانَتْ بِالْمُسْلِمِينَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ , وَخَرَجَ الْمُسْلِمُونَ وَمَنْ كَانَ دَخَلَ بَيْتَهُ مُكْتَئِبًا حَتَّى أَتَوْا الْعَبَّاسَ, فَأَخْبَرَهُمْ الْخَبَرَ , فَسُرَّ الْمُسْلِمُونَ , وَرَدَّ اللهُ مَا كَانَ مِنْ كَآبَةٍ أَوْ غَيْظٍ أَوْ حُزْنٍ عَلَى الْمُشْرِكِينَ. (٣)


(١) نال من غيره: ذكره بسوء , مِنْ سبٍّ أو شتم.
(٢) العَقَر بفَتْحتين: أن تُسْلِمَ الرجُلَ قوائمُه من الخَوف.
وقيل: هو أن يفْجَأه الرَّوعُ , فَيدْهشَ , ولا يستطيعَ أن يتقدَّمَ أو يتأخر.
(٣) (حم) ١٢٤٣٢، (حب) ٤٥٣٠، انظر الصَّحِيحَة: تحت حديث ٥٤٥، وصحيح موارد الظمآن: ١٤١٦،وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح.