وقال الألباني: يُستفاد من حديث أبي موسى أن هذا النص كان من جملة ما يُتلى في زمنه - صلى الله عليه وسلم - ثم رُفع ونُسخ، وبه أيد الحافظ الاحتمال الذي سبق أن رجحتُه في تفسير قول أُبِيٍّ المتقدم تحت الحديث (٢٩٠٧): " فهو مما نُسِخت تلاوته جزما، وإن كان حكمه مستمرا " , قال: " ويؤيد هذا الاحتمال ما أخرجه أبو عبيد في " فضائل القرآن " من حديث أبي موسى قال: قرأت سورة نَحْوَ (براءة) وحفظت منها: " لو أن لابن آدم .. " (الحديث). ومن حديث جابر: " كنا نقرأ: لوأن لابن آدم ملء واد مالا لأحب إليه مثله " الحديث " , وجملة القول: أن هذه الأحاديث عن هؤلاء الصحابة الخمسة تُلقي اليقين في النفس أن النص المذكور فيها كان قرآنا يُتلى حتى في الصلاة، ثم رُفع وقد جهل هذه الحقيقة ذاك المعلق في " مسند أبي يعلى " (٤/ ٤٤٨) على قول ابن عباس الذي تردد فيه بين أن يكون قرآنا أو لا؟ , فقال: " أقول: وقول ابن عباس وحديث أُبَيٍّ دَفَعَا عُشَّاقَ الناسخ والمنسوخ إلى أن يقولوا: إن هذا الحديث كان قرآنا ثم نُسخ بسورة التكاثر، يقولون هذا مع علمهم أن القرآن لا يثبت إلا بطريق التواتر .. " إلخ كلامه ومن الواضح أنه لا يُفرق بين القرآن المُثبَت بين الدفتين , الذي يُشترط فيه التواتر الذي ذَكَر , وبين منسوخ التلاوة , كهذا الذي نحن في صدد الكلام حوله بل حكمُه حكمُ الأحاديث النبوية والأحاديث القدسية، فإنه لا يُشترط فيها التواتر، وإن كان فيها ما هو متواتر كهذا، فإنه رواه خمسة من الأصحاب أو أكثر كما سبق. أ. هـ