قلت: وآفته الفرج بن فضالة , أو الراوي عنه , وهو (سنيد) فإنهما ضعيفان كما في " التقريب "، والحديث أصله موقوف , خَطِأ في رفعه أحدُهما، والدليل على ذلك ما أخرجه ابن أبي حاتم " بسند صحيح " عن مجاهد قال: كنت نازلا على عبد الله بن عمر في سفر، فلما كان ذات ليلة قال لغلامه (الظاهر أنه نافع): انظر هل طلعت الحمراء؟ , لَا مرحبا بها ولَا أهلا، ولَا حباها الله، هي صاحبة الملكين , قالت الملائكة: يا رب كيف تَدَعُ عُصاةَ بني آدم .... ؟ , قال: إني ابتليتهم ... الحديث نحوه، قال ابن كثير: " وهذا إسناد جيد , وهو أصح من حديث معاوية بن صالح هذا، ثم هو مما أخذه ابن عمر عن كعب الأحبار كما تقدم بالسند الصحيح عنه في الحديث الذي قبله بحديث والله أعلم. ثم قال ابن كثير: وقد رُوي في قصة هاروت وماروت عن جماعة من التابعين كمجاهد والسُّدِّي والحسن البصري وقتادة وأبي العالية والزهري والربيع بن أنس ومقاتل بن حيان وغيرهم , وقصَّها خَلْقٌ من المفسرين من المتقدمين والمتأخرين , وحاصلها راجع في تفصيلها إلى أخبار بني إسرائيل , إذ ليس فيها حديث مرفوع صحيح متصل الإسناد إلى الصادق المصدوق المعصوم الذي لَا ينطق عن الهوى , وظاهر سياق القرآن إجمال القصة من غير بَسْطٍ ولَا إطناب فيها، فنحن نؤمن بما ورد في القرآن على ما أورده الله تعالى، والله أعلم بحقيقة الحال , قلت: وقد زعمت امرأة من أهل دومة الجندل أنها رأتهما مُعَلَّقَيْن بأرجلهما ببابل وأنها تعلمت منهم السحر وهما في هذه الحالة، في قصة طويلة حكتها لعائشة - رضي الله عنها - رواها ابن جرير في " تفسيره " (٢/ ٣٦٦ - ٣٦٧) بإسناد حسن عن عائشة، ولكن المرأة مجهولة , فلا يُوثَق بخبرها , وقد قال ابن كثير (١/ ٢٦٠): إنه أثر غريب , وسياق عجيب. أ. هـ