(٢) هَذَا التَّفْصِيلُ مَذْهَب اِبْن عَبَّاس، وَظَاهِر الْآيَة شَامِلٌ لِلْكَافِرِ وَالْمُسْلِم , وَأَخْرَجَ اِبْن أَبِي شَيْبَة , وَعَبْد بْن حُمَيْدٍ , وَغَيْرهمَا عَنْ الشَّعْبِيّ قَالَ: كَانَ حَارِثَة بْن بَدْر التَّمِيمِيّ مِنْ أَهْل الْبَصْرَة قَدْ أَفْسَدَ فِي الْأرِض وَحَارَبَ , وَكَلَّمَ رِجَالًا مِنْ قُرَيْش أَنْ يَسْتَأمِنُوا لَهُ عَلِيًّا , فَأَبَوْا، فَأَتَى سَعِيدَ بْن قَيْس الْهَمْدَانِيَّ، فَأَتَى عَلِيًّا فَقَالَ: يَا أَمِير الْمُؤْمِنِينَ , مَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ الله وَرَسُوله وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْض فَسَادًا؟ , قَالَ: {أَنْ يُقَتَّلُوا , أَوْ يُصَلَّبُوا , أَوْ تُقَطَّع أَيْدِيهمْ وَأَرْجُلهمْ مِنْ خِلَافٍ , أَوْ يُنْفَوْا مِنْ الْأَرْض} , ثُمَّ قَالَ: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ}، فَقَالَ سَعِيدٌ: وَإِنْ كَانَ حَارِثَةَ بْن بَدْر، فَهَذَا حَارِثَةُ بْن بَدْر قَدْ جَاءَ تَائِبًا فَهُوَ آمِن؟ , قَالَ نَعَمْ، قَالَ: فَجَاءَ بِهِ إِلَيْهِ , فَبَايَعَهُ وَقَبِلَ ذَلِكَ مِنْهُ, وَكَتَبَ لَهُ أَمَانًا.وَأَخْرَجَ أَيْضًا اِبْن أَبِي شَيْبَة , وَعَبْد بْن حُمَيْدٍ عَنْ الْأَشْعَث , عَنْ رَجُل قَالَ: صَلَّى رَجُل مَعَ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ الْغَدَاة , ثُمَّ قَالَ: هَذَا مَقَام الْعَائِذ التَّائِب , أَنَا فُلَانُ بْن فُلَان , كُنْت مِمَّنْ حَارَبَ اللهَ وَرَسُوله , وَجِئْتُ تَائِبًا مِنْ قَبْل أَنْ يُقْدَر عَلَيَّ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: إِنَّ فُلَان بْن فُلَان كَانَ مِمَّنْ حَارَبَ الله وَرَسُوله , وَجَاءَ تَائِبًا مِنْ قَبْل أَنْ يُقْدَر عَلَيْهِ , فَلَا يَعْرِضْ لَهُ أَحَد إِلَّا بِخَيْرٍ , فَإِنْ يَكُ صَادِقًا , فَسَبِيلِي ذَلِكَ، وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا , فَلَعَلَّ الله أَنْ يَأخُذهُ بِذَنْبِهِ. عون المعبود (ج٩ / ص ٤٠٠)
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute