(٢) [الزخرف/٥٧، ٥٨] (٣) قال الألباني في صحيح السيرة ص١٩٨: وهذا الجدل الذي سلكوه باطل , وهم يعلمون ذلك , لأنهم قومٌ عرب , ومن لغتهم أن (ما) لِمَا لَا يَعقِل , فقوله: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ , أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ} , إنما أراد بذلك ما كانوا يعبدونه من الأحجار التي كانت صُوَر أصنام , ولَا يتناول ذلك الملائكة , الذين زعموا أنهم يعبدونهم في هذه الصور , ولَا المسيح , ولَا عُزيرا , ولَا أحدا من الصالحين , لأن الْآية لَا تتناولهم , لَا لفظا ولَا معنى , فهم يعلمون أن ما ضربوه بعيسى ابن مريم من المثل جدلٌ باطلٌ كما قال الله تعالى: {مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا , بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} ثم قال: {إنْ هُوَ} أي: عيسى {إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ} أي: بِنُبُوَّتِنا {وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ} أي: دليلا على تمام قدرتنا على ما نشاء , حيث خلقناه من أنثى بلا ذكر , وقد خلقنا حواء من ذكر بلا أنثى , وخلقنا آدم , لَا من هذا ولَا من هذا , وخلقنا سائر بني آدم من ذكر وأنثى , كما قال في الْآية الأخرى: {وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ} [مريم: ٢١] أي: أمارة ودليلا على قدرتنا الباهرة {وَرَحْمَةً مِنَّا} نرحم بها من نشاء. أ. هـ (٤) (طح) ٩٨٦، انظر صحيح السيرة ص١٩٨