للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(ت قط) , وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ النُّعْمَانِ السَّخِيمِيِّ قَالَ: أَتَانِي قَيْسُ بْنُ طَلْقٍ فِي رَمَضَانَ فِي آخِرِ اللَّيْلِ بَعْدَمَا رَفَعْتُ يَدِي مِنَ السَّحُورِ لِخَوْفِ الصُّبْحِ , فَطَلَبَ مِنِّي بَعْضَ الْإِدَامِ (١) فَقُلْتُ: يَا عَمَّاهُ , لَوْ كَانَ بَقِيَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّيْلِ شَيْءٌ لَأُدْخِلَنَّكَ إِلَى طَعَامٍ عِنْدِي وَشَرَابٍ , فَقَالَ: عِنْدَكَ؟ , فَدَخَلَ فَقَرَّبَتْ إِلَيْهِ ثَرِيدًا (٢) وَلَحْمًا وَنَبِيذًا , فَأَكَلَ وَشَرِبَ , وَأَكْرَهَنِي فَأَكَلْتُ وَشَرِبْتُ وَإِنِّي لَوَجِلٌ مِنَ الصُّبْحِ , ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنِي طَلْقُ بْنُ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - أَنَّ نَبِيَّ اللهِ - صلى اللهُ عليه وسلَّم - قَالَ: " كُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا يَغُرَّنَّكُمُ وفي رواية: (وَلَا يَهِيدَنَّكُمْ) (٣) السَّاطِعُ الْمُصْعِدُ , فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَعْرِضَ لَكُمُ الأَحْمَرُ " (٤)


(١) (الإِدَامُ): مَا يُؤْكَلُ بِهِ الْخُبْزُ.
(٢) الثَّريد: الطعام الذي يصنع بخلط اللحم والخبز المفتت مع المرق , وأحيانا يكون من غير اللحم.
(٣) (ت) ٧٠٥ , (د) ٢٣٤٨
(٤) (قط) ج٢/ص١٦٦ ح٧ , (ت) ٧٠٥ , (د) ٢٣٤٨ , (خز) ١٩٣٠ , انظر الصَّحِيحَة: ٢٠٣١
ثم قال الشيخ الألباني تعقيبا على الحديث: قوله: (ولا يهيدنكم): أي: لَا تنزعجوا للفجر المستطيل , فتمتنعوا به عن السحور , فإنه الصبح الكاذب. وأصل (الهيد): الحركة. " نهاية ".
واعلم أنه لَا مُنافاة بين وصفه - صلى اللهُ عليه وسلَّم - لضوء الفجر الصادق بـ (الأحمر) ووصفه تعالى إياه بقوله: {الخيط الأبيض} لأن المراد -والله أعلم - بياض مشوب بحمرة , أو تارة يكون أبيض , وتارة يكون أحمر , يختلف ذلك باختلاف الفصول والمطالع.
وقد رأيتُ ذلك بنفسي مرارا من داري في (جبل هملان) جنوب شرق (عمان) , ومكنني ذلك من التأكد من صحة ما ذكره بعض الغيورين على تصحيح عبادة المسلمين , أن أذان الفجر في بعض البلاد العربية يُرفع قبل الفجر الصادق بزمن يتراوح بين العشرين والثلاثين دقيقة , أَيْ: قبل الفجر الكاذب أيضا!.
وكثيرا ما سمعت إقامة صلاة الفجر من بعض المساجد مع طلوع الفجر الصادق , وهم يؤذنون قبلها بنحو نصف ساعة , وعلى ذلك فقد صلوا سنة الفجر قبل وقتها , وقد يستعجلون بأداء الفريضة أيضا قبل وقتها في شهر رمضان , كما سمعته من إذاعة دمشق وأنا أتسحر في رمضان (١٤٠٦) , وفي ذلك تضييق على الناس بالتعجيل بالإمساك عن الطعام , وتعريض صلاة الفجر للبطلان , وما ذلك إِلَّا بسبب اعتمادهم على التوقيت الفلكي وإعراضهم عن التوقيت الشرعي , قال تعالى: {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر} , فكلوا واشربوا حتى يعترض لكم الأحمر , وهذه ذكرى , (والذكرى تنفع المؤمنين). أ. هـ