قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(ولا نقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المئونة وجور السلطان)، المراد بنقص الميزان والمكيال إما بالازدياد إن اقتضى من الناس، وإما بالنقصان إن قضاهم.
وإن العبد في تصرفاته ومعاملاته المالية محكوم بضوابط الشريعة، فما أبيح له منها فعله وما منعه الشرع تعين عليه تركه، فما على العبد إلا الرضا والقناعة بما أعطاه الله تبارك وتعالى، والاكتفاء بحلاله عن حرامه، وقصر النظر على الموجود من غير تطلع إلى ما عند الناس.
وأما تطفيف المكيال والميزان من أجل الحصول على متاع زائل فإنه من أعظم الأسباب الموجبة لعقوبات الدنيا والآخرة كتفشي المجاعة وظلم الولاة لرعاياهم، وقد حذر شعيب عليه السلام قومه من الشرك بالله وبخس المكاييل والموازين، فقد كان قومه يغشون في المعاملات وينقصون الناس أشياءهم، وذكرهم الخير الذي أدره الله عليهم، والأرزاق المتنوعة، وأنهم ليسوا بحاجة إلى ظلم الناس في أموالهم، ولكنهم أبوا ذلك فأخذتهم الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين.