الاختلاط هو: أن يختلط الذكر بالأنثى سواء كان بخلوة أو بدون خلوة، لكنه اختلاط يؤدي إلى تقارب بين الرجل والمرأة، هذا الاختلاط حاربه الإسلام، وأعطى المسلم ما يسميه العصر الحديث بحرية المأوى، ونهى الإنسان أن يدخل على إنسان آخر قبل أن يستأذن ويسلم؛ حتى إذا كانت هناك عورة مكشوفة أو إذا كان أصحاب بيت لا يرغبون في دخول هذا الداخل يطلبون منه الرجوع، حتى قال الله عز وجل في هذا الاستئذان:{وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ}[النور:٢٨]، هكذا الإسلام يحارب الاختلاط بين الذكر والأنثى؛ لأن الاختلاط يؤدي إلى هذه الجريمة الشنعاء، نعوذ بالله من شرها.
ونعني الاختلاط بجميع أنواعه، والخلوة بجميع أنواعها:(لا يخلون رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما)، ونهى الرسول صلى الله عليه وسلم أن تسافر المرأة إلا ومعها ذو محرم؛ حتى يتميز الإنسان بأهله وبشرفه عن إنسان آخر، ولذلك فإن الاختلاط من أخطر الأمور.
وتقوم في أيامنا الحاضرة دعايات مضللة، تقول: إن الوحشة بين الرجل والمرأة هي السبب في وقوع الفاحشة، ونستطيع نحن أن نقضي عليها بالاختلاط وبالسفور وبالتبرج، يقولون ذلك عدواناً وبهتاناً وزوراً، ونقول لهم: كذبتم، إن المجتمعات الفاسدة التي انتشر فيها الاختلاط والتبرج، وأصبح فيها السفور نظاماً شائعاً، واختلط فيها الطالب بالطالبة على مقاعد الدراسة ومدرجات الجامعة والعمل إلى غير ذلك، هي المجتمعات التي أعطت الرقم القياسي في الانحراف والفساد، إذاً هم كاذبون؛ لكنهم كما قال الله عز وجل:{شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا}[الأنعام:١١٢].
إذاً: الاختلاط بين الجنسين والخلوة سواء كان داخل البيت كما يوجد في أيامنا الحاضرة بين الخادمة ورب البيت، وبين سائق السيارة وبنات المنزل حيث يخلو بالبنت ويذهب بها إلى المدرسة والسوق، كل ذلك من الاختلاط الذي حرمه الله عز وجل، وأشار إليه سبحانه وتعالى بقوله:{لا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ}[النور:٢٧]، وما دام الله عز وجل هو الذي يقول:(ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ)، فنتأكد أن هذا هو الخير، وأن المصلحة في هذا الأمر.