انتشار الشر والوثنية في بلاد المسلمين، وحصل مروق من الدين في طائفة من المسلمين، ولقد كانت عبادة الأوثان في يوم من الأيام في أوج انتشارها، ومع ذلك لم تزد الأصنام عن ستين وثلاثمائة صنماً فقط، وقد كسرها حبيبنا صلى الله عليه وسلم بسيفه يوم الفتح حينما دخل مكة فاتحاً وهو يتلو قول الله تعالى:{وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ}[الإسراء:٨١]، وهذا أرقى وأبعد ما وصلت إليه الوثنية في آخر أيامها، ولكن في أيامنا الحاضرة تقول الإحصائيات الرسمية: إن في العالم الإسلامي اليوم أكثر من عشرين ألف ضريح تعبد من دون الله، وهذه الأضرحة هي عبارة عن قبور لأولياء صالحين أو غيرهم تنصب فوقها الأضرحة التي تناطح السحاب، ثم يأتي ضعاف الإيمان والعقول يتمسحون بها، ويطوفون بها، ويذبحون لها الذبائح، ويتقربون إليها بالقرابين، حتى لقد رأينا بعضاً منها يطوف حوله أقوام كثر، ولا يسمح في بعض الأحيان والمناسبات للطائفين حولها إلا بشوط واحد فقط بسبب كثرة الزحام!! والمسلمون في غفلة عما يحدث في هذا العالم، وبلدنا هذه -والحمد لله- أرض التوحيد والعقيدة، وأرض الوحي، والأرض التي عاش فيها خير البرية محمد صلى الله عليه وسلم، قد حفظها الله عز وجل من هذه الأمور، ولكن أين المسئولية التي يقول الله عز وجل عنها:{وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ}[الزخرف:٤٤]؟ ولو انطلق أهل هذه البلاد -أرض التوحيد والعقيدة والإيمان والنور- إلى أرجاء العالم يبلغون دعوة الله تعالى، وينشرون دين التوحيد مرة أخرى من جديد؛ لما كان يوجد في العالم عشرون ألف ضريح تعبد من دون الله تعالى (وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ).