للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[طرق ووسائل دفع الفتن ومواجهتها والداعين إليها]

السؤال

في هذا الزمن الذي كثر فيه الفتن، وازدادت فيه دواعي الفاحشة بين الناس، كيف للمسلم أن يقف أمام تلك المغريات؟! بل كيف يردع أفواج الناس المنطلقة للمعصية الملهية عن تلك القضايا الأساسية في المنهج القرآني الكريم؟! وكيف نقف أمام هذه الأفواج وفقكم الله يا فضيلة الشيخ، لا سيما وأننا نرى المنافقين يبثون دعاياتهم لها ليلهوا شباب الأمة عن الأمر الأعظم ألا وهو الجهاد في سبيل الله؟

الجواب

أولاً: موقفنا كما أخبر الله عز وجل: {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا} [الأحزاب:٢٢]، ووالله ما كان هؤلاء يغيبون عن عقولنا طرفة عين، بل كنا نحسب لهم ألف حساب يوم كانت الأمور تسير في مجراها الطبيعي؛ لأن الله تعالى يقول: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ} [العنكبوت:٢]، ولذلك فإنه يجب أن يكون لنا موقف، وهذا الموقف يجب أن يكون حازماً، ويجب أن يكون جاداً مع هؤلاء الذين يريدون أن تتحطم سفينة الحياة في هذا المحيط المتلاطم الأطراف، يجب ألا نحقر أنفسنا، فإن الله تعالى يقول: {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ} [البقرة:٢٤٩].

ثانيا: ً يجب أن نتوجه إلى الله عز وجل بالدعاء والتضرع، ونقول كما قال المؤمنون وهم قلة أمام عدو كاسر حينما رأوهم: {قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [البقرة:٢٥٠]، ثم كانت النتيجة: {فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ} [البقرة:٢٥١]، وعلى هذا نقول لكم: أيها الإخوة المؤمنون! العدو لا يرحم، والعدو يتربص ونحن نيام طيلة السنين الماضية، ولربما حدث أمر تكرهه النفوس يسبب يقظة لهؤلاء الناس الغافلين النائمين، والآن جد الجد ويجب على كل مسلم أن يجند نفسه للجهاد في سبيل الله عز وجل، جهاد الكافرين والمتكبرين، والذين يريدون أن يفسدوا على الأمة أمر دينهم وحياتهم وعقيدتهم، لا بد أن نقف أمام هؤلاء وأولئك، يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} [التوبة:٧٣] فكما نجاهد الكفار أيضاً نجاهد المنافقين، ولربما يندس المنافقون في المجتمع الإسلامي، ويتباكون على الإسلام في بعض الأحيان، لكن الله تعالى يقول: {وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ} [محمد:٣٠]، ولربما أن هذه الأحداث الأخيرة قد كشفت لنا كثيراً من المنافقين، وجزى الله الشدائد كل خير.