فلَكَم رأينا في عالمنا اليوم من أبناء أهملهم الآباء وانشغلوا عنهم بحطام الحياة الدنيا وجمع هذه الغنائم التي أصبحت محط الأنظار، وغفلوا -أو تغافلوا- عن أغلى شيء في هذا الوجود، وهو هذه الذرية، فأصبح الأطفال يتولاهم مُربّ أو مربية، ولربما يذهب بهم بدل المدارس الإسلامية إلى مدارس يرعاها الفسقة أو الكفرة، فتنشأ الناشئة على الشر، والولي الذي يتحمل مسئوليتها بين يدي الله عز وجل يوم القيامة.
ولقد أمر الله عز وجل هذا الإنسان أن يربي ذريته وفق منهج صحيح حتى يجني ثمارهم في الدنيا وفي الآخرة، وكثيرٌ من الناس قد غفل عن أغلى شيء في هذا الوجود وهو الذرّية، فنشأت ذرية منفصلة حتى عن العواطف البشرية، بل عن العواطف التي أعطاها الله عز وجل للحيوان، فإن كثيراً من الآباء لا يرى ولده إلا نادراً، يربى في المحاضن، أو في رياض الأطفال، أو في غير ذلك، ثم إذا بهذا الطفل يخرج وهو لا يشعر بالعاطفة التي أعطاها الله عز وجل الحيوان.
فأهم شيء في هذا الوجود هو هذه الذرية؛ فإن رسالة الإسلام التي حملها الله تعالى هذه الأمة التي هي أفضل أمة وخير أمة أخرجت للناس ورسالتها آخر الرسالات وكتابها آخر كتاب لابد من أن تكون فيها تربية طيبة لهؤلاء الأطفال حتى يتحملوا هذه المسئولية فينقلوها من جيل إلى جيل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.