هذه المخططات متنوعة، ولربما تتنوع وتتلون أساليبها حسب العصور ومن خلال الميول، وعلى هذا فقد لجأ أعداء الإسلام في آخر المطاف إلى استعمال المرأة كوسيلة من وسائل دمار المجتمع، والإطاحة بالأمة الإسلامية، من خلال تجارب كثيرة ووصايا متوارثة، يرثها الآخرون من الأولين، ولذلك فإن من أعظم المخططات التي رتبت في هذا العصر للحط من الأمة الإسلامية والنيل منها: استخدام المرأة كوسيلة لدمار المجتمع، حتى قال قائلهم: إنه لا أحد أقدر على جر المجتمعات إلى الدمار من المرأة، فعليكم بالمرأة! فاتجهت التقنية الحديثة، والأفكار المسمومة، والأيدي العابثة، والعقول المنحرفة، من الداخل ومن الخارج، من أعدائنا البارزين والمقنعين؛ بل ومن أبناء جلدتنا، انبرت أيديهم القذرة من أجل أن تتخذ من المرأة وسيلة للإطاحة بالأمة الإسلامية، وبشباب الأمة الإسلامية؛ لأن الأمة حينما تقع فيما حرم الله من الزنا والشهوة الحرام؛ حينها تسهل قيادتها إلى حيث تكون نهايتها ودمارها وانحطاطها، ولذلك فإنكم تجدون أعظم ما يخططه أعداء الإسلام في أيامنا الحاضرة أنهم اتخذوا من المرأة وسيلة عفنة، في حين يزعمون أنهم أنصارها، وأنهم المدافعون عنها، وهم الذين يسعون لإثبات حريتها وحقوقها، لكنهم اتخذوا منها لعبة يتسلى بها العابثون، ويفسدون بها الأخلاق والفضائل، ويهدمون بها المجتمعات الإنسانية بصفة عامة، والمجتمع الإسلامي بصفة خاصة، ولكن {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}[يوسف:٢١].
أيها الإخوة! لقد خطط الأعداء لهذه الأمة تخطيطاً رهيباً في الظلام، وطبخ الأمر من أجل أن تنحرف هذه الأمة الإسلامية عن أزكى وأفضل أخلاقها وسلوكها، ولكن ثقتنا بالله عز وجل، وثقتنا بالأمة الإسلامية، وهي تنظر بنور الله عز وجل، وثقتنا في الصحوة الإسلامية، التي أحيطت بهذا الغزو الفكري والشهواني، ثقتنا بذلك كله فوق ما يحدث، وفوق ما يتصوره أعداء الإسلام.