للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تحذير الحجاج من الأعمال الشركية عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم]

معشر الحجاج! هناك طائفة يؤدون هذه الفريضة ولكنهم يبطلونها بالشرك، فحينما ينهون أعمال الحج يعرجون على مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا عمل طيب، ولكنهم يشركون بالله عز وجل غيره؛ فيتجهون إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه من دون الله! والله عز وجل يقول: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الزمر:٦٥].

لذلك لا يجوز أن يسأل في هذه الأرض أحد غير الله عز وجل؛ فهو الذي يستطيع أن يكشف الضر، ويجلب الخير.

أما غيره من رسول مقرب أو أي إنسان فإنه لا يملك لنفسه بعد موته ضراً ولا نفعاً، فأخلصوا لله، واحذروا البدع؛ فإن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد).

واحذروا الشرك؛ فـ {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء:٤٨] وقال تعالى: {مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} [المائدة:٧٢]، وقال سبحانه: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} [الحج:٣١].

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.