يعتبر هذا مظهراً من مظاهر الغربة التي أصيبت بها الأمة الإسلامية في أيامنا الحاضرة، والعلماء دائماً وأبداً في كل عصر وفي كل بلد هم الذين يجب أن يقودوا العالم، ويجب أن يتحملوا المسئولية كلها ليقولوا للمخطئ: أخطأت.
لكن حينما يتخلى العلماء -وهذا هو ما يحدث في جل العالم الإسلامي- حينما يحدث التخلي من علماء المسلمين إما أن يتقلد الأمر غير أهله وهذا أمر خطير، ولذلك نشاهد هذا في جل الأحيان، وإما أن يكون الحمل الثقيل على من دون هؤلاء العلماء من طلبة العلم فيكونوا عبئاً ثقيلاً، وحينئذ يؤدي بهم هذا إلى أذى يوجه إليهم من كل جانب، وإلى نقد وإلى سجون وإلى معتقلات؛ لأن هؤلاء العلماء الذين تخلوا وهم أهل لهذه المسئولية وهم الواجهة بين أي دولة وبين أي حكومة وبين شعبها حينما يتخلون عن هذه المسئولية يصعب الأمر ويثقل الحمل.