ثم يقول الله تعالى:{وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ}[الفرقان:٧٤].
قرة العين معناها: سكونها.
والعين بطبيعتها دائماً تتحرك وتلتفت يميناً وشمالاً تبحث عن الأفضل، لكن حينما تحصل العين على مطلوبها من زوجة صالحة أو من ولد صالح تقر هذه العين، أي: لا تلتفت إلى نساء الناس، ولا إلى أولاد الناس، فلا تكثر هذه العين الحركة، فهم يريدون أن يكون لهم أهل صالحون وأولاد صالحون وتقر عيونهم بهؤلاء الصالحين، ولهذا يقولون:{رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ}[الفرقان:٧٤].
لكن -يا أخي- هل تتصور أنهم يقولون هذه الكلمة دون أن يقدموا لها أسباباً؟ وهل أحدهم تجده يترك ولده يفسق ويفسد وتذهب أخلاقه ويخالط قرناء السوء، ويترك زوجته تذهب متى شاءت وترجع متى شاءت في محافل الزواج وفي الأسواق وغيرها ويقول:{رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ}[الفرقان:٧٤]؟! لا.
بل لابد أن يقدم الأسباب، وإذا قدم الأسباب فعليه أن يعتمد على الله عز وجل؛ لأن الله تعالى هو مسبب الأسباب، فبعد أن يقدم الأسباب يقول:{رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ}[الفرقان:٧٤].