ثم أمر عز وجل الملائكة بأن يقاتلوا فقال:{فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ}[الأنفال:١٢]، أي: قطعوا الرءوس، وقطعوا الأصابع التي جاءت لتحارب الله عز وجل ولتكتب فى سب الإسلام، ولتتعرض لدين الله عز وجل، لأن هذه أصابع مجرمة، طالما تحركت في معصية الله عز وجل، وطالما سعت في الأرض فساداً فقطعوها تقطيعاً.
فالله تعالى أمر بتقطيع الأيدي التي تحمل السلاح أو تحمل القلم لتتناول من دين الله عز وجل، وأمر بأن تقطع الرءوس، وأرشدهم كيف يضربون, وإذا كان الضرب في الوجه ممنوعاً في الإسلام، فإنه في مثل معركة بدر أمر الله تعالى بضربها فقال:{فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ}[الأنفال:١٢]، والذي فوق الأعناق هي الوجوه والرءوس.
{وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ}[الأنفال:١٢]، أي: قطعوا الأصابع، لماذا؟ {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ}[الأنفال:١٣]، أي: حاربوا الله، وبارزوا الله تعالى بالمعصية، وأغضبوا الله سبحانه وتعالى بكيدهم ومكرهم، وتعرضهم لدين الله عز وجل، وتعرضهم للمؤمنين.
إذاً: لابد أن تقطعوا هذه الرءوس التي تتكلم وتبصر وتسمع، وأن تقطعوا هذه الأيدي التي طالما حملت السلاح أو آذت المسلمين بأي نوع من أنواع الأذى.