للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[نصيحة للنساء]

السؤال

كثير من الأخوات المسلمات بحاجة إلى توجيه نصيحة لهن، خاصة من تخلط في أمورها بين التبرج وغيره من الأمور التي اُبتلي بها كثير من النساء في هذا العصر؟

الجواب

نقول للأخوات: عليهن أن يعلمن أنهن يُغزين في أيامنا الحاضرة أكثر مما يُغزى غيرهن، فتزهد إحداهن في الدين في كثير من الأحيان، ويقال لها: إن هذا الدين قد كبح جماح المرأة، وقد أغلقها عن الناس، وقد عطل نصف المجتمع، وقد ذهب الناس بحرية المرأة في أيامنا الحاضرة، والدين يكبت هذه المرأة.

وغير ذلك من الكلمات التي نسمعها وتسمعها المرأة، وهذه في الحقيقة لا أعتقد أنها ستؤثر على المرأة المؤمنة التي تقرأ كتاب الله عز وجل؛ لأنها تعرف حقوق المرأة قبل أن يأتي هذا الدين، وتعرف حقوق المرأة بعد أن جاء هذا الدين، فتتصور واقعها يوم كانت في الجاهلية، حيث كانت تُدفن خشية العار، وكانت لا ترث حتى ورثها الله عز وجل، بل كانت تُورث، فكانت المرأة إذا مات زوجها يتسابق أحد أولاده من غيرها فأيهم وضع عليها رداءاً كان أحق بها، حتى أنزل الله عز وجل قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهاً وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ} [النساء:١٩]، فلا أعتقد أن واحدة من الأخوات المسلمات تتأثر بذلك، خاصة أننا نعيش في فترة قد تعلمت فيها المرأة وتثقفت، فأصبحت تعرف ما لها وما عليها، وتعرف ماضيها وحاضرها، فأدعو هذه المرأة إلى أن لا تنخدع بهذه الدعايات المضللة التي تفد إلينا من الشرق أو من الغرب أو تصنع في بلادنا وفي صحفنا، وعليها أن لا تغتر بشيء من ذلك، فإن الله عز وجل قد أكرمها بالإسلام، كما أدعوها إلى أن لا تتنازل عن شيء من كرامتها، أو شيء من حجابها، أو تظهر شيئاً من زينتها؛ لأن الله عز وجل قد ضرب لها مثلاً بأفضل النساء، ونادى أفضل النساء بأعظم نداء، فعلى هذه المرأة أن تلتزم بهذا النداء، وهو قول الله عز وجل: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنْ النِّسَاءِ إِنْ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً * وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [الأحزاب:٣٢ - ٣٣]، ثم لا ننسى الآية الآتية بعدها: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ} [الأحزاب:٣٤]، فعلى المرأة المسلمة أن تبلغ دين الله عز وجل إلى النساء الأخريات؛ لأن معنى قوله تعالى: (واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة) معناه أمر للمرأة المسلمة -خاصة زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم- بأن تبلغ دين الله عز وجل لهذا العالم، وأسأل الله تعالى أن يثبت أقدام النساء كما أسأله أن يثبت أقدام الرجال.